اتساع دائرة النار بين إسرائيل وحزب الله معناه واضح
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • ساعة بعد ساعة، يبدو أن دائرة النار بين إسرائيل وحزب الله تتسع، وتقترب جداً من إشعال حريق إقليمي، مغزاه واضح. الضغط الدبلوماسي الذي تمارسه إسرائيل على حزب الله، بدعم ومساعدة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لتطبيق بنود القرار 1701، الداعي إلى وقف إطلاق النار، والموقّع في آب/أغسطس 2006، والذي يطالب بانسحاب قوات الحزب إلى شمالي نهر الليطاني، يبدو أنه صعب التحقيق.
  • وبينما ترك نحو 200 ألف إسرائيلي ولبناني منازلهم وحقولهم في المناطق المتاخمة لجانبي الحدود، والمواجهة التي تقترب أكثر من أي وقت مضى، أعلن وزير الدفاع يوآف غالانت هذا الأسبوع، أنه إذا لم ينفّذ حزب الله ما ورد في القرار 1701، فستضطر إسرائيل إلى استخدام قوتها مع كل ما يستتبع ذلك.
  • مؤخراً، كتبت هنا أن لدى إيران نية واضحة لتحويل هذه الحرب، بمساعدة أذرعتها، إلى حرب استنزاف ضد إسرائيل، لإبعادها عن التحالف مع السعودية، برعاية أميركية، وإبعاد إسرائيل والولايات المتحدة عن البرنامج النووي الإيراني. وكما هو واضح وجليّ، يخوض الإيرانيون هذه الحرب منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر بنجاح، عبر استخدام عدد من الساحات: "حماس" في قطاع غزة، حزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية في سورية، والحوثيون في اليمن، والجيوب "الإرهابية" التابعة لـ"حماس" والجهاد الإسلامي في أراضي الضفة الغربية. وبينما التهديد الإسرائيلي لحزب الله ولبنان على وشك أن يتحقق، يعمل الإيرانيون على نقل هذه الجبهة إلى سورية، وشرقاً نحو الأردن.
  • لقد تجلى هذا من خلال إقامة الإيرانيين بنية تحتية "إرهابية" جديدة في سورية في الأشهر الأخيرة، هي في الواقع ذراع عسكرية جديدة تعتمد على تجنيد عشرات الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في جنوب سورية تحت راية "حماس"، برعاية وتمويل من الإيرانيين. واكتسبت هذه الذراع معنى عملياً في الأسبوع الماضي في اجتماع سري عُقد في تركيا، شارك فيه نائب زعيم "حماس" صالح العاروري وزعيم الحركة في الخارج خالد مشعل، ومسؤولون آخرون رفيعو المستوى من "حماس"، برعاية إيرانية. وبحث المجتمعون في تنسيق عمليات إطلاق الصواريخ من جنوب سورية على إسرائيل، ونقل الثقل والمسؤولية من حزب الله في لبنان إلى "حماس" في سورية.
  • ولم يكتفِ الإيرانيون بذلك، بل بدأوا، في المقابل، بتفعيل خلايا من الميليشيات الشيعية في سورية لتهريب السلاح الثقيل من سورية إلى الأردن، ومن هناك إلى مناطق الضفة الغربية. منذ سنوات، تُستخدم الحدود بين الأردن وسورية كمحور لتهريب المخدرات والدواء، ومؤخراً، يستخدمها الإيرانيون لتهريب السلاح من سورية إلى الأردن، ومن هناك إلى أراضي السلطة الفلسطينية.
  • وفي الواقع، تسربت كميات كبيرة من السلاح إلى أطراف إجرامية في القطاع العربي في إسرائيل. والهدف الإيراني هو استخدام هذه القناة لتهريب بنى عسكرية للصواريخ والسلاح الثقيل والقذائف وصواريخ الآ ر بي جي، والمسيّرات.
  • في الأيام الأخيرة، أدت هذه الأعمال على الحدود الأردنية إلى وقوع مواجهات وإصابات بين الجيش الأردني وبين المهربين الذين يعملون لمصلحة إيران. وعلى ما يبدو، ينوي الإيرانيون توسيع هذه العمليات بقدر المستطاع، وإرسال خلايا "إرهابية" لإطلاق صواريخ والقيام بعمليات "إرهابية" من الأراضي الأردنية ضد إسرائيل.
  • يثير هذا الواقع قلقاً كبيراً في المملكة الهاشمية، حيث يقوم الملك عبد الله بالمناورة بين المصالح الاستراتيجية للمملكة وبين الضغوط الداخلية المؤيدة للفلسطينيين، وبين محور "الشر" المؤلف من إيران سورية روسيا - حزب الله، وبين المحور الأميركي - الإسرائيلي. يحرص العاهل الأردني على عدم اتخاذ خطوات يمكن أن تُلحق الضرر بعلاقاته مع إسرائيل، وليس فقط بسبب 55 مليون متر مكعب من المياه التي تنقلها إسرائيل كل عام من مياه بحيرة طبريا إلى الأردن. في جميع الأحوال، المسعى الإيراني لتهديد إسرائيل من الشرق، من الأردن، بواسطة ذراع "إرهابية" إضافية، يجب أن يثير قلقاً شديداً.
 

المزيد ضمن العدد