تحرير المخطوفين يؤكد مدى أهمية العملية العسكرية في رفح على الرغم من تعقيدها
تاريخ المقال
فصول من كتاب دليل اسرائيل
المصدر
- يؤكد تحرير المخطوفَين هذه الليلة مدى أهمية العملية العسكرية في رفح مع التقدير بوجود مخطوفين آخرين هناك.
- نقلُ السكان من هناك مسألة طويلة وبطيئة. كما رأينا لدى نقل السكان من شمال القطاع، والمقصود أمر معقد، لوجستياً وعسكرياً، وأيضاً بسبب التخوف من محاولة ناشطي "حماس" الخروج بحماية السكان المدنيين.
- إن العملية العسكرية في رفح هي عملية معقدة بسبب وجود 1.4 مليون غزّي من مجموع 2.2 مليون من سكان القطاع، الذين لا يمكنهم التوجه نحو مصر. لذلك، المطلوب عملية جراحية حذرة للغاية، يستخدم فيها الجيش الإسرائيلي القوة من دون إصابة السكان المدنيين على نطاق واسع. وليس غريباً أن بايدن تحدث أمس مع نتنياهو بشأن هذا الموضوع، وأعرب عن تخوفه الكبير من المسّ بالمدنيين.
- المطلوب من إسرائيل التصرف بطريقة حذرة وحساسة حيال مصر من أجل التوصل إلى تفاهمات. السلام مع مصر هو رصيد استراتيجي يجب المحافظة عليه، وإمكان تعليق الاتفاق، على الرغم من أن هذا لا يعني إلغاءه، هو سيناريو متطرف، له أهمية واسعة النطاق للجانبين، ويجب الحؤول دون حدوثه. بالنسبة إلى مصر، أيضاً سيكون لهذا تداعيات سلبية، مثلاً من ناحية الإدارة والكونغرس الأميركيَين، لذلك، أعتقد أن مثل هذا الخيار ليس واقعياً في الفترة المقبلة.
- ومع ذلك، لا يمكن تجاهُل الخطر، ولذا، يجب العمل بحكمة مع مصر، والحرص على إجراء حوار بعيد عن الأضواء، وليس من خلال الإعلام والتصريحات المحرجة. نقلُ السكان عملية لوجستية معقدة تتطلب فتح ممرات إنسانية تتيح للسكان التنقل عبرها بصورة آمنة، وفي بيئة لا تشهد قتالاً.
- في الخلاصة، يتعين على إسرائيل معالجة كتائب "حماس" في رفح كمهمة ضرورية من أجل القضاء على "حماس" وتحرير المخطوفين والمخطوفات أحياء. وإلى جانب الاستمرار في العمليات العسكرية، المطلوب أيضاً سلوك سياسي ذكي وحساس حيال مصر، وأيضاً إزاء الحلفاء والأصدقاء في الساحة الدولية، وفي الإقليم.
- وكجزء من السلوكين العسكري والسياسي، سيُطلب من إسرائيل السماح بممرات إنسانية من أجل نقل السكان من رفح. ويجب أن تثبت إسرائيل لمصر، من خلال حوار بعيد عن الأضواء، أن الفائدة من القضاء على سلطة "حماس" ستكون كبيرة جداً بالنسبة إلى المصالح الوطنية المصرية، من هنا، المطلوب الاستمرار في الحرب، مع الأخذ في الحسبان القيود المفروضة على مصر، وفي طليعتها التخوف من تدفُّق الغزّيين إلى أراضيها.