يجب أن نربط بين النقاط: رفح ليست كل شيء
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • 3 حوادث محددة وقعت في 4 ساحات في يوم واحد. كل حادثة منها يمكنها أن تعلّمنا شيئاً، ويمكن أن نستخلص منها خلاصة استراتيجية.
  1. تحطُّم مسيّرة في قاعدة تابعة لسلاح البحر في إيلات. ظاهرياً، ليس هناك أي جديد في مثل هكذا حادثة، ومع ذلك، فإن التسلل من جهة الشرق، من العراق البعيد، يدل على إصرار الإيرانيين على مواصلة العمل من خلال أذرعهم في آن معاً، في كل ساحة من الساحات التي تحيط بدولة إسرائيل. حتى الآن، كنا مشغولين بغزة، ولبنان، وسورية، والحوثيين، لكننا الآن مشغولون بالعراق والطرق التي تعبر الأردن.

المسيّرة كانت صغيرة وبطيئة، حلّقت على علو منخفض جداً، وكانت تغيّر مسار تحليقها بصورة مستمرة، وكل هذا جعل من الصعب الكشف عنها، وغيابها عن الرادارات أفشل عملية اعتراضها. وعلى الرغم من ذلك، فإن الكشف الجزئي عنها كان يكفي لتوجيه الإنذار ومنع وقوع خسائر في الأرواح. ومغزى الهجوم هو بصورة أساسية المحافظة على مروحة من العمليات لوكلاء إيران ضد إسرائيل، ومن كل اتجاه.

  1. أنهى الجيش الإسرائيلي عمليته في مستشفى الشفاء. لقد كانت عملية عسكرية ناجحة لجمت عودة "حماس". خلال هذه العملية، تم القضاء على عدد كبير من "المخربين"، كما تم الحصول على مادة استخباراتية كبيرة ومهمة. العملية جرت بصورة مفاجئة، وأدت إلى وقوع عدد قليل من الإصابات في صفوفنا، على الرغم من أن المقصود عملية عسكرية مكثفة في منطقة المستشفى، فإنها لم تؤدّ إلى تفاقُم الانتقادات الدولية ضد إسرائيل.
  • الناطق بلسان الجيش كشف عن العملية بشكل أظهر بصورة إيجابية حذر الجيش الإسرائيلي في منطقة حساسة كهذه، كما برزت صورة الجندي المسلح وهو يحضّر سريراً نظيفاً ومرتباً لاستقبال طفل. مستشفى الشفاء منطقة تم "احتلالها واستسلمت" قبل وقت طويل، واضطررنا إلى العودة إليها لتنفيذ عملية اغتيال "إرهابي" رفيع المستوى، لكن المكان كان يعجّ بالمئات، وربما الآلاف من "المخربين"، كأننا لم نكن هناك قط.
  • والخلاصة أنه حتى المكان الذي احتللناه وقمنا بـ"تطهيره"، مرة أو مرتين، يمكن أن يصبح وكراً "للمخربين"، ولا يبقى أمامنا سوى الافتراض أن هذا الأمر قد يتكرر مرة أُخرى.
  1. في وسط منطقة فخمة في دمشق، أُطلقت في الأمس قنبلة دمرت مبنى في حي مكتظ بالسكان، في هجوم نُسب إلى إسرائيل. المكان المستهدف قريب جداً من مبنَيين، الأول، حيث القنصلية الإيرانية في سورية، والثاني تشغله السفارة الكندية في دمشق. هذان المبنيان القريبان لم يتضررا. وكان الهدف قائد فيلق القدس في سورية ولبنان محمد رضا زاهدي. وهذا الهدف الإيراني ربما لا يوجد أهم منه في الساحة الشمالية (باستثناء نصر الله).
  • يجب الإشارة إلى القدرة الاستخباراتية النادرة، والدقة التقنية للقنابل والطائرات، وأداء الطيارين وقدرة سلاح الجو على قصف هدف في وسط دمشق يتمتع بمظلة دفاعية جوية كثيفة.
  • وعلى الرغم من محاولات الإيرانيين والسوريين الفاشلة، القول إن إسرائيل انتهكت القانون الدولي، وهاجمت "هدفاً دبلوماسياً"، فإن الصور التي نُشرت في إسرائيل تُظهر عدم وقوع إصابات، ولو خفيفة. لقد كانت عملية "نظيفة"، وسيكون لنتائجها أهمية كبيرة في المعركة ضد إيران، وإسرائيل تتمتع بتفوق بارز في هذا المجال، ومع نتائج ممتازة. لقد جرى تنفيذ مثل هذه العمليات في الماضي، وتنفّذ في أيامنا هذه، وستنفّذ في المستقبل، عندما تقتضي الحاجة، من دون أي علاقة لها بالحرب في غزة، إذا ما استمرت، أو توقفت.
  • إن فحص هذه النقاط الثلاث يدل على طبيعة الحرب، وعلى حسنات وسيئات الجيش الإسرائيلي، بحسب مكانها والاختلافات فيما بينها، لكن الربط بينها له دلالة استراتيجية بالنسبة إلى المعركة كلها.
  • في هذه الأيام، تستمر عرقلة الدخول إلى رفح. لقد أخذت المسألة حجماً مضخماً، كأن العملية في رفح ستحسم مصير المعركة، إما النصر، وإما الهزيمة. في شمال القطاع، وعلى الرغم من احتلاله، فإن استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في مستشفى الشفاء هو نموذج بارز. هذا ما حدث خلال 18 عاماً في لبنان، وهذا النموذج مستمر منذ عشرات الأعوام في الضفة الغربية. وهذا ما حدث في غزة، عندما كنا نسيطر عليها وأنشأنا مستوطنات هناك، وهذا ما يُتوقع حدوثه بعد الانتهاء من العملية في رفح. نحن مستعدون للدفاع في مواجهة الصواريخ والمسيّرات، ونحن نعرف كيف نقوم بعمليات فرض الأمن و"تطهير" المنطقة بصورة يومية، وهذا ما سنفعله في غزة، مع رفح، أو من دونها.
  • هناك أمر واحد لا يمكن إعادته إلى الوراء، هو مصير الأسرى. الإصرار على عملية غير واضحة النتائج في رفح، سيحدد مصير الأسرى. رفح ليست كل شيء، ولذلك، يجب تعديل توقعاتنا. يتعين علينا تفعيل الجزء الأساسي من الضغط السياسي والعسكري، عبر الفتحة الناشئة عن إقامة مرفأ إنساني. إن تطوير هذا المرفأ وتوسيعه "سيجذب" الأميركيين إلى داخل القطاع، ومعهم أطراف أُخرى. وسيزداد أكبر تهديد للسنوار إذا نشأت سلطة أُخرى بديلة من "حماس" في القطاع.
  • يتعين علينا تقليل توقعاتنا بشأن رفح، وتوجيه الاهتمام إلى إعادة الأسرى، وحسم الحرب، من خلال طرد "حماس" من الحكم وإنشاء سلطة بديلة، حتى لو كان ذلك لفترة محدودة.
 

المزيد ضمن العدد