عدم التفكير في النتائج بصورة كافية هو الخط الذي يربط بين الاغتيالَين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • يعبّر الهجومان الجويان المنسوبان إلى إسرائيل خلال 9 أيام؛ الأول في دمشق والثاني في غزة، عن خطورة التعقيد الاستراتيجي الذي تواجهه إسرائيل في الشهر السابع للحرب ضد "حماس". وقد انزلقت الحرب في القطاع منذ تشرين الأول/أكتوبر إلى مواجهة محدودة مع حزب الله في لبنان، وهي تهدد الآن، وللمرة الأولى، بأن تتحول إلى اشتباك مباشر بين إسرائيل وإيران.
  • في 1 نيسان/أبريل، اغتالت إسرائيل الجنرال الإيراني، حسن مهداوي، في مبنى مجاور للسفارة الإيرانية في سورية، وهو ما أدى إلى مقتل المهدواي مع 6 من رجاله. وفي الأمس، هاجم سلاح الجو سيارة في غزة كان يستقلها أبناء إسماعيل هنية الثلاثة مع ثلاثة من أحفاده، الأمر الذي أدى إلى مقتل الستة.
  • وقد بدت العملية الأولى خطوة مخططاً لها، ولم تعلن إسرائيل رسمياً مسؤوليتها عن اغتيال المسؤولين الإيرانيين الرفيعي المستوى، لكن كان من الصعب في هذه الحالة أن تكون لطرف آخر في المنطقة مصلحة مباشرة في قتل المهداوي. وفي الإمكان التقدير أن قائد فيلق القدس السابق في لبنان كان عرضة لملاحقة مستمرة، وفي النهاية، اتُخذ القرار باستغلال الفرصة العملانية التي نشأت، وهي ليست خطوة ارتجالية، ومن المعقول افتراض أنه جرى الحصول على سلسلة موافقات من أجل اتخاذ القرار بالهجوم نظراً إلى أهمية رتبة المهدواي. وفي مقابل ذلك، فإنه ثمة هناك شك فيما إذا كان كابينيت الحرب ناقش النتائج المتوقعة للعملية.
  • أمّا حادثة الإخوة هنية، فهي مختلفة جوهرياً؛ إذ ادعى الجيش الإسرائيلي أن الإخوة الثلاثة كانوا ناشطين معروفين في "حماس"، وعندما تعرضوا للهجوم، كانوا يوزعون المال على عناصر التنظيم في غزة، وكانت هذه عملية مشتركة بين الجيش و"الشاباك"، وقد اضطر الجيش إلى الاعتراف بأن الموافقة على الهجوم أعطاها عميد في قيادة الجنوب برتبة متوسطة. ولم يكن قائد المنطقة الجنوبية ورئيس الأركان ورئيس الشاباك ووزير الدفاع ورئيس الحكومة على عِلم بالعملية بصورة مسبقة، ولم يكلف أحد في سلسلة القيادة نفسه عناء الإشارة مسبقاً إلى النتائج الممكنة لمقتل 6 أفراد من عائلة شخصية رفيعة المستوى في "حماس".
  • هناك شيء مشترك في الهجومَين اللذَين تورطنا فيهما؛ وهو أن تحرُك المستوى العملاني غير الخاضع للرقابة فيهما يثير صدى سلبياً واسع النطاق على خلفية عدم وجود نشاط سياسي لإسرائيل. وبعد مرور أكثر من 6 أشهر على "مذبحة" 7 تشرين الأول/أكتوبر، تواجه إسرائيل صعوبة في تحقيق الحسم العسكري، والذي يوازن استراتيجياً جزءاً من الضرر الذي أحدثَتْه الكارثة، ولا نزال بعيدين عن التوصُل إلى حل للمحنة الرهيبة التي تعيشها عائلات الـ 133 مخطوفاً (جزء كبير منهم في عداد الأموات). في الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في دمشق، من المعقول أن المستوى العملاني ضغط على المستوى الأعلى من أجل التحرُك؛ ففي غزة اتخذت القيادة المتوسطة الرتبة القرار، وربما من دون إبلاغ القيادة العليا. وفي الحالتين، يبدو أنه لم يتم التفكير بصورة كافية في التداعيات الممكنة...
 

المزيد ضمن العدد