قالت وكالة "رويترز" للأنباء مساء أمس (الخميس) إن إيران بلّغت الولايات المتحدة أن الرد على استهداف قنصلية طهران في دمشق سيكون محدوداً وليس تصعيدياً، وعبْر من وصفتْهم وكالة الأنباء بأنهم وكلاء إيران في منطقة الشرق الأوسط، وبعدد من الهجمات على إسرائيل.
ونقلت "رويترز" ذلك عن مصادر سياسية رفيعة المستوى في سلطنة عُمان، وأضافت أن إيران طلبت من واشنطن عدم التدخّل في حال وقوع هجوم إيراني محدود على إسرائيل، وهو ما رفضه الأميركيون.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت في بيان صادر عنها أمس إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أكد لعدد من نظرائه في منطقة الشرق الأوسط وخارجها أن أي تصعيد إيراني سيترتب عليه ضرر كبير سينعكس في العالم كله.
وأعرب البيان عن قلق الخارجية الأميركية من التهديدات الإيرانية لإسرائيل، وأشار إلى أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، كان واضحاً جداًّ في تأكيد دعم واشنطن لإسرائيل، وأضاف: "لقد أوصلنا رسائل إلى إيران وإلى أطراف عديدة أُخرى في المنطقة تحذّر من مغبة التصعيد."
وأشار البيان إلى أن هذا القلق ناجم عن قيام موقع "أكسيوس" بنقل أقوال مصدر مطلع على محادثة بادرت إليها وزيرة خارجية ألمانيا مع وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، وقد بلّغها الأخير أن طهران سترد على قصف قنصليتها بصورة مناسبة ومحدودة.
وقال الموقع نفسه إن عبد اللهيان اتصل أيضاً بوزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وأستراليا، وقال إن معاقبة منفذي الهجوم الإرهابي على قنصلية إيران في دمشق ضرورة، وطالبهم بضرورة اتخاذ موقف صريح يدين هذا الهجوم. وأضاف عبد اللهيان: "إن بعض الدول الغربية تتجنب إدانة جريمة إسرائيل، بينما تدعو إيران إلى ضبط النفس، ولا بد من الضغط على إسرائيل لوقف إبادتها الجماعية وتجويع الشعب الفلسطيني."
وفي إطار الرد الإيراني الممكن، حذّرت واشنطن عامليها الأميركيين وعائلاتهم بعدم الخروج من مناطق الوسط والقدس وبئر السبع في إسرائيل حتى إشعار آخر.
ونقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤولين أميركيين قولهم: "إن تقديراتنا أن إيران تريد توجيه ضربة إلى إسرائيل مع تجنُب حرب إقليمية تجبر واشنطن على الردّ، وهجوم إيران الممكن على إسرائيل ستستخدم فيه على الأرجح الصواريخ والمسيّرات."
وأضاف هؤلاء المسؤولون أن إدارة بايدن تتوقع أن يكون رد إيران في نهاية هذا الأسبوع.