أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عن الناطق بلسانه أمس (الخميس) أنه نفذ عملية موضعية ضد حركة "حماس" في وسط قطاع غزة خلال الليلة قبل الماضية، وقام خلالها بالتوغل في منطقة على مشارف مخيم النصيرات، والتي لم تمسها قوات الجيش إلى حد كبير حتى الآن.

وذكر البيان أن أجزاء من المخيم تعرضت لقصف جوي ومدفعي عنيف قبل أن تنتقل قوات الجيش إلى المنطقة المجاورة للممر الوحيد الذي يتواجد فيه الجنود الإسرائيليون في غزة.

ووفقاً لبيان الناطق العسكري الإسرائيلي، جاءت العملية بعد معلومات استخباراتية أشارت إلى وجود بنية تحتية "إرهابية" والعديد من "الإرهابيين" في المنطقة. كما عثرت قوات الجيش على عدة منصات لإطلاق الصواريخ في المنطقة.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن معارك عنيفة استمرت أمس في نفس المنطقة، كما وردت تقارير عن غارات جوية في أجزاء أُخرى من القطاع، وخصوصاً في الجنوب، وأفادت المصادر الفلسطينية نفسها بأن 122 شخصاً قُتلوا في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية.

ولم تقم إسرائيل في السابق بعمليات ميدانية في مخيم النصيرات، لكن في الشهر الماضي، قُتل مروان عيسى، أحد قادة "حماس"، في غارة جوية في المنطقة.

ووقعت العملية العسكرية في النصيرات في وقت يبدو فيه أن إسرائيل تتراجع عن استخدام القوات البرّية، وتتحول من هجوم واسع النطاق إلى عمليات محددة. وجاء ذلك تماشياً مع المطالب الأميركية بتغيير طريقة القتال وسط قلق دولي بشأن مقتل مدنيين في القطاع، ومزاعم عن أوضاع تقترب من المجاعة. ولا يزال هناك لواء واحد فقط يضم عدة آلاف من الجنود في القطاع يسيطر على ممر بين الشرق والغرب، ويقسم هذه المنطقة إلى قسمَين. في ذروة الهجوم البرّي الذي شنه الجيش الإسرائيلي ضد "حماس"، كانت لديه فِرَق متعددة بنحو 40,000 جندي في القطاع.

وقالت مصادر رفيعة المستوى في قيادة الجيش إنه تم تفكيك 18 كتيبة من مجموع 24 كتيبة تابعة لـ "حماس" في قطاع غزة، وهو ما يعني أنها لم تعد تعمل كوحدة عسكرية منظمة على الرغم من وجود خلايا أصغر. ولا تزال هناك 4 كتائب في رفح، جنوبي قطاع غزة، من دون مساس فعلي، وتوجد كتيبتان أُخرَيان في الجزء الأوسط من القطاع.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مراراً إنه وافق على خطط الجيش لعملية في رفح، إلاّ إنه لم يعطِ الضوء الأخضر لتنفيذها.

وتسبب الهجوم المخطط له على رفح بإثارة مخاوف شديدة في المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر، وذلك لأن المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة تؤوي الآن أكثر من مليون فلسطيني نزحوا من أماكن أُخرى في القطاع. وقالت إسرائيل إنها تخطط لإجلاء السكان المدنيين من رفح وحمايتهم، وهذا كجزء من خططها الهجومية.

ومن ناحية أُخرى، اغتالت إسرائيل، أول أمس (الأربعاء)، 3 من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في غارة جوية شمال قطاع غزة، وادعت أنهم ناشطون في الحركة. وقالت حركة "حماس" إن 4 من أحفاد هنية؛ 3 فتيات وصبي، قُتلوا أيضاً في الهجوم. وأشارت إلى أن الأبناء الثلاثة قُتلوا بعد قصف السيارة التي كانوا يستقلونها في مخيم الشاطئ في مدينة غزة.

وأكد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] في وقت لاحق مقتل الشبان الثلاثة، وقالا إنهم كانوا ناشطين في الحركة، وكانوا في طريقهم لتنفيذ نشاط "إرهابي" في منطقة وسط غزة عندما تعرضوا للقصف.

وقالت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] إن المصادقة على استهداف أبناء هنية الثلاثة تمت من طرف عقيد في قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية، ولم تتم مناقشتها في "كابينيت الحرب" مسبقاً. وأضافت أنه لم يتم إبلاغ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، مسبقاً بالضربة.