المساعدات الأميركية لإسرائيل، وفرض العقوبات على فرقة "نيتساح يهودا"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • في 20 تشرين الأول/أكتوبر، طلب الرئيس جو بايدن من الكونغرس المصادقة على حزمة مساعدات خاصة لكلٍّ من إسرائيل وأوكرانيا وتايوان، بالإضافة إلى ميزانية دفاع عن الحدود بقيمة 105 مليارات دولار. وكان من المفترض أن تحصل أوكرانيا على 61 مليار دولار من هذا المبلغ، وأن تحصل إسرائيل على 14.3 مليارات.
  • لا يستطيع رئيس الولايات المتحدة إنفاق سنتاً واحداً من دون مصادقة الكونغرس، ويحتاج إلى مصادقة مجلسَي النواب والشيوخ. الديمقراطيون لديهم أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ دعمت مطلب الرئيس، لكن الجمهوريين لديهم أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، لذلك، كان يحتاج إلى دعمهم. وأضاف بايدن الدفاع عن الحدود من أجل الحصول على دعم الجمهوريين، لأنه كان مهماً لهم. ونجح في ذلك.
  • دعم الجمهوريون المساعدات لإسرائيل، لكنهم عارضوا ربطها بالمساعدات لأوكرانيا. وكان بينهم محاور انفصالية كانت تتبنى حتى مواقف بوتين، أو اعتقدوا أنهم يمنحون أوكرانيا شيكاً مفتوحاً أكثر من اللزوم. أمّا داعمو ترامب المتطرفون، فلم يكونوا يريدون منح بايدن أي ميزانية - وذلك من أجل إحراجه وشلّ قدرته على إدارة السياسة الخارجية.
  • ومن جانب آخر، تمسّك بايدن بالمصادقة على الحزمة برمتها، ولم يكن جاهزاً لتفكيكها. وبسبب الخلافات، علقت المساعدات الخاصة شهوراً طويلة، حتى يوم السبت الماضي.
  • هناك أمران دفعا إلى تغيير موقف الجمهوريين، هما: الضربة الإيرانية غير المسبوقة لإسرائيل، وحقيقة أن المسيّرات التي أطلقتها إيران على إسرائيل هي من النموذج نفسه الذي تطلقه روسيا على أوكرانيا؛ والتغيير الذي جرى في وظيفة رئيس مجلس النواب.
  • الضربة الإيرانية أوضحت حجم التحالف الروسي - الأوكراني وحاجة أوكرانيا الماسة إلى المساعدات، لأنها تتوقع ضربة روسية لإخضاعها خلال الصيف. لقد دفع داعمو ترامب إلى عزل رئيس مجلس الشيوخ كوين ماكرثي الذي فضّل المصالح القومية على المصالح الضيفة، واختاروا مكانه مايك جونسون، الذي لا يملك كثيراً من الخبرة من ولاية لويزيانا.
  • لقد رأى بايدن في الضربة الإيرانية فرصة للضغط على جونسون من أجل المصادقة على المساعدات العالقة. وفي المقابل، هدد داعمو ترامب بعزله، لكن بايدن استطاع عقد صفقة مع جونسون، وضمن له عدم دعم الديمقراطيين للجمهوريين في حال أراد هؤلاء عزله.
  • هذه الخطوة أحبطت خطة ترامب. جونسون عرض 4 مقترحات لميزانية منفصلة للتصويت. الجزء الإسرائيلي كان في حجمه الأصلي 14.3 مليارات دولار، لكن تمت إضافة مساعدات إنسانية لغزة ومناطق أُخرى بقيمة 9 مليارات دولار، ودعم عسكري أميركي لعمليات عسكرية في الشرق الأوسط بقيمة 400 مليون دولار من أجل دعم خطط عسكرية من دون أهداف ربحية.
  • حصلت المصادقة على المساعدات لإسرائيل على دعم أغلبية 366 في مقابل 58، إذ صوّت ضدها 37 ديمقراطياً و21 جمهورياً. الديمقراطيون الذين عارضوا كانوا، في الأساس، هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم صفة "تقدميين"، أمّا الجمهوريون، فيعارضون، مبدئياً، كل ما يطرحه بايدن...
  • وللمقارنة، فإن المساعدات لأوكرانيا مرّت بأغلبية 310 أصوات في مقابل 112 صوتاً، أمّا المساعدات لتايوان فمرّت بأغلبية 385 صوتاً ضد 34 صوتاً فقط. هذا التصويت أثبت أنه لا يزال هناك أغلبية كبيرة تدعم إسرائيل داخل الحزبين، وأن المعارضين يمثلون الجهات المتطرفة داخلهما. وعلى الرغم من ذلك، فإن عدد معارضي المساعدات لإسرائيل كان أكبر مما كان عليه سابقاً - وأيضاً في بداية الحرب ضد "حماس" في غزة...
  • وفي مقابل المصادقة على المساعدات لإسرائيل، واستخدام "الفيتو" في مجلس الأمن الأسبوع الماضي ضد قبول فلسطين كعضو دائم في الأمم المتحدة، قامت وزارة الخارجية الأميركية بتسريب خبر، مفاده أنها ستفرض عقوبات غير مسبوقة على كتيبة "نيتساح يهودا" التي تعمل في الضفة.
  • يستند التهديد إلى "بند ليهي"، من سنة 1997، تيمناً باسم السيناتور المعارض لإسرائيل باتريك ليهي مورمونت، وهو بند يمنع تزويد الدول التي تخرق اتفاقيات حقوق الإنسان بالسلاح الأميركي. هو نفسه استقال من مجلس الشيوخ في كانون الثاني/يناير 2023، وصرّح بأن إسرائيل تخرق هذا البند في غزة، وطلب من بايدن وقف تزويد إسرائيل بالسلاح. وهذا ما قامت به أغلبية الأطراف التي صوتت ضد المساعدات لإسرائيل.
  • البيان المتعلق بنية فرض عقوبات على "نيتساح يهودا" يرتبط بالخلافات داخل الحزب الديمقراطي ومحاولة بايدن إحباط الانتقادات التقدمية، والشبان المسلمين، لكن أيضاً بأعمال الشغب التي يقوم بها المستوطنون في الضفة، وبسياسة إسرائيل والوزيرَين المتطرفَين سموتريتش وبن غفير.
  • يمكن أن يؤدي فرض العقوبات على "نيتساح يهودا" إلى مصاعب وتحديات قضائية صعبة في المنظمات الدولية، وأيضاً في أوساط دول داعمة إسرائيل، لذلك، يجب القيام بكل جهد ممكن لمنعها. من الجيد أن غانتس وأيزنكوت انتقدا نية بايدن، وسيكون من الجيد أيضاً قيام نتنياهو، مرة واحدة وإلى الأبد، بإبعاد، أو حتى كبح سموتريتش وبن غفير اللذين يتسببان بأضرار كبيرة لأمن إسرائيل وعلاقاتها مع الولايات المتحدة.