قال الوزير في "كابينيت الحرب" الإسرائيلي بني غانتس [رئيس "المعسكر الرسمي"] إن إسرائيل تقترب من لحظة الحسم في الجبهة الشمالية، وشدّد على أن هذه الجبهة تشكل التحدي الأكبر والأكثر إلحاحاً بالنسبة إلى إسرائيل، كما أكد أن إسرائيل لم تحقق بعد أهداف الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ نحو 200 يوم.
وجاءت أقوال غانتس هذه في سياق مؤتمر صحافي عقده في الكنيست أمس (الأحد) بمناسبة عيد الفصح العبري الذي يصادف غداً (الثلاثاء)، واتهم فيه وزراء في الحكومة بأنهم يضرّون بأمن الدولة، في إشارة إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير [رئيس "عوتسما يهوديت"] وشدّد على أنه لا يجوز لمثل هؤلاء الوزراء المشاركة في عضوية المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية - الأمنية ["الكابينيت"].
وقال غانتس إن وحدة المجتمع الإسرائيلي تشكل ضرورة وجودية، وأكد أن إسرائيل لن تتنازل عن أهداف الحرب التي تشنها في قطاع غزة، وفي مقدمتها إعادة المخطوفين الإسرائيليين، وكذلك إيجاد بديل من سلطة حركة "حماس"، كما أكد أن الحكومة ستزيد في الضغط المُمارس على قطاع غزة، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، من أجل إعادة المخطوفين.
وأضاف غانتس: "لدينا إنجازات في ساحة المعركة. لقد أعدنا بعض المخطوفين، وقمنا بتصفية العديد من كبار مسؤولي ’حماس’، وألحقنا أضراراً بقدرات الحركة العسكرية، وجبينا من حزب الله ثمناً باهظاً، وأثبتنا أيضاً أن إسرائيل تتمتع بالتفوق التكنولوجي والأمني، وبمساعدة الدول الصديقة، تمكّنا من كبح إيران. لكن في الوقت نفسه، يجب أن يقال للجمهور الإسرائيلي بأمانة إننا لم نحقق أهدافنا بعد، وعلى رأسها إطلاق المخطوفين وإعادة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم [في إشارة إلى سكان البلدات الواقعة بالقرب من منطقة الحدود مع لبنان، وفي منطقة "غلاف غزة"]. ولن نستسلم قط، وهذه مسؤوليتنا".
واعتبر غانتس أن التحالف الإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي أثبت نفسه ضد إيران، يجب أن يكون جزءاً من خطة عمل إسرائيل من أجل القيام بتحوّل استراتيجي في الشرق الأوسط، وجزءاً من "اليوم التالي للحرب" في قطاع غزة.
وتطرّق غانتس إلى الجبهة الشمالية، فقال: "في الجبهة الشمالية، نحن نقترب من نقطة الحسم في كيفية المضي قدماً في نهجنا العسكري. وهي تُعتبر جبهة العمليات التي تواجه التحدي الأكبر والأكثر إلحاحاً، وعلى هذا الأساس، يجب أن نتعامل معها. ومن هنا، أتعهد أمام السكان الذين تم إجلاؤهم عن منازلهم بإعادتهم إليها بأمان، حتى قبل بدء العام الدراسي المقبل [في أيلول/سبتمبر 2024]".
هذا، وجاء في بيان لاحق صادر عن مكتب غانتس أنه أجرى مساء أمس مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن شكره خلالها على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في مواجهة الهجوم الإيراني، وكذلك على حزمة المساعدات التي تمت الموافقة عليها في مجلس النواب الأميركي.
وأضاف البيان أن غانتس حذّر بلينكن من أن القرار المحتمل بشأن فرض عقوبات على كتيبة "نيتساح يهودا" في الجيش الإسرائيلي، من شأنه أن يضر بشرعية إسرائيل في زمن الحرب، وليس له أي مبرر، لأن إسرائيل لديها نظام قضائي قوي ومستقل، وتخضع جميع وحدات الجيش لقيادة تراعي القانون الدولي. وحثّ بلينكن على إعادة درس هذه المسألة.
وأشار البيان إلى أن غانتس قال في حديثه مع وزير الخارجية الأميركي إنه إلى جانب الضغوط العسكرية التي تمارسها إسرائيل، من الضروري الدفع قدماً بقضية "اليوم التالي للحرب" في قطاع غزة، بمشاركة الولايات المتحدة ودول المنطقة، بطريقة من شأنها أيضاً ممارسة ضغط سياسي على "حماس"، وتعزيز إطلاق المخطوفين، وتعزيز محور الاعتدال في الشرق الأوسط.
وتعقيباً على تصريحات غانتس في المؤتمر الصحافي، اتهم الوزير إيتمار بن غفير في مقطع فيديو نشره على صفحاته الرسمية غانتس بالمسؤولية عن تكريس النهج الذي أدى إلى سلسلة الإخفاقات العسكرية يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. وأضاف أن مَن لا يستحق الجلوس في "كابينيت الحرب" الإسرائيلي هو شخص مثل غانتس الذي أضر بأمن دولة إسرائيل، وقاد مفهوم الاحتواء والاستسلام لـ"حماس"، وعرّض جنود الجيش الإسرائيلي للخطر، وجلب عمالاً من قطاع غزة.