بدأ الجيش الإسرائيلي هجومه في الأمس على رفح بقيادة الفرقة 162 ولوائَي 401 وغفعاتي، وسيطر في الساعات الأخيرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وقام بفصل المعبر عن طريق صلاح الدين. كما يسيطر لواء غفعاتي على الهضاب المشرفة على المعبر، ويقوم بتمشيط المنطقة التي كان يجري منها إطلاق الصواريخ.

وخلال العملية التي بدأت في الليل، قُتل 20 "مخرباً"، وجرى العثور على 3 فتحات أنفاق، تُستخدم على ما يبدو لحاجات قتالية، وليس للتهريب. كما جرى تدمير سيارة مفخخة حاولت اعتراض تقدُم القوات. وتقوم وحدة خاصة بتمشيط المنطقة، وحتى الآن، لم يُسجَل وقوع أي إصابات، ومنذ بدء العملية، هاجم سلاح الجو نحو 100 هدف في منطقة رفح.

وذَكَر الناطق بلسان الجيش هذا الصباح أن "قوات الجيش الإسرائيلي بقيادة الفرقة 162 بدأت بتوجيهات من الاستخبارات و’الشاباك‘ و’أمان‘ بعملية مركزة في مناطق محددة شرقي رفح ضد البنى التحتية للمنظمة ’الإرهابية‘ ’حماس‘. وفي إطار العملية، سيطرت الطواقم القتالية في لواء 401 عملانياً على الجانب الفلسطيني من المعبر، شرقي رفح، وذلك بعد معلومات استخباراتية بأن "المخربين" يستخدمون منطقة المعبر في عمليات قتالية. ولقد جرى في يوم الأحد إطلاق صواريخ من هذه المنطقة على معبر كرم سالم، وهو ما أدى إلى مقتل 4 مقاتلين من الجيش الإسرائيلي وجرح آخرين."

وأضاف الناطق بلسان الجيش أنه "في إطار العملية، هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية وقوات لواء 215 أهدافاً تابعة لـ "حماس"، بينها مبانٍ عسكرية وبنى تحت الأرض كانت تستخدمها "حماس" في منطقة رفح. وقبل العملية، جرى التنسيق مسبقاً مع المنظمات الدولية والعاملين في المنطقة من أجل الانتقال إلى المنطقة الإنسانية، وذلك في إطار المسعى الجاري لإجلاء السكان في الساعات الأخيرة."

وفي غضون ذلك، تحدثت مصادر محلية في معبر رفح عن دخول الدبابات الإسرائيلية إلى مباني المعبر، وتوقُف حركة المسافرين عليه، بينما قال الجيش إنه لن يوقف دخول المساعدات عبر عدد من المعابر.

وفي هذه الأثناء، أصدر ديوان رئاسة الحكومة بياناً جاء فيه: "قرر كابينيت الحرب بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح من أجل ممارسة الضغط العسكري على ’حماس‘ ودفْعها إلى تحرير المخطوفين وتحقيق سائر أهداف الحرب." وأضاف البيان: "على الرغم من أن مقترح ’حماس‘ لا يلبي المطالب الملحة لإسرائيل، فإن إسرائيل سترسل وفداً من الوسطاء رفيع المستوى إلى القاهرة لاستنفاذ فرص التوصل إلى اتفاق بالشروط التي تقبل بها إسرائيل." وعلى الرغم من ادعاء أنه لا تزال هناك مسافة كبيرة قبل الوصول إلى الاتفاق بشأن صفقة، فإن رد "حماس" لم يُرفض، ولذلك، أُرسل الوفد إلى القاهرة، لكن من جهة ثانية، تتواصل الاستعدادات لعملية في رفح.

وقال الوزير بني غانتس: "نحن في مواجهة عدو شرس، ولن نهدأ قبل إعادة المخطوفين، وسنواصل العمل من أجل إعادتهم، ليس فقط كهدف من أهداف الحرب، بل أيضاً كواجب أخلاقي أسمى. ويُواصل طاقم المفاوضات والأطراف المهنية العمل في كل دقيقة وكل لحظة، ويفحص رد ’حماس‘ الذي لا يتطابق مع الحديث الذي جرى حتى الآن مع الوسطاء، ولا تزال هناك فجوات جوهرية. وعلى الرغم من ذلك، فقد أرسلنا وفداً إلى القاهرة، وأي قرار يتخذه كابينيت الحرب، لن يكون انطلاقاً من اعتبار سياسي".