بعد سبعة أشهر ونصف الشهر: نحن في حالة طوارئ
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • ... بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، شنّت إسرائيل حرب "السيوف الحديدية" التي لا تزال مستمرة حتى اليوم. وفي 16/10/2023، أقرّ "كابينيت الحرب" 4 أهداف للحرب: القضاء على سلطة "حماس" وتدمير قدراتها العسكرية والسلطوية؛ إزالة تهديد "الإرهاب" من غزة لإسرائيل؛ بذل أقصى الجهود لحلّ مسألة الرهائن؛ الدفاع عن حدود الدولة، وعن سكانها.
  • مرّ 31 أسبوعاً على بدء الحرب، سقط خلالها 711 قتيلاً في المعارك، بينهم 637 جندياً. الحرب لم تنتهِ، وأهدافها لم تتحقق.
  • لم يتم القضاء على "حماس"، وهي لا تزال الكيان الحاكم المسيطر على قطاع غزة. وما زال لديها قدرات عسكرية، وفي هذه الأيام، نجحت في إطلاق صواريخ وقذائف على إسرائيل. لم تتم إزالة تهديد "الإرهاب" من غزة، ولا تزال أغلبية مستوطنات "غلاف غزة" مهجورة، ولم يعد المواطنون إلى منازلهم. في 5/5/2024، قُتل 4 جنود وجُرح 12 جندياً جرّاء إطلاق رشقة صاروخية على معبر كرم أبو سالم. لا يزال 128 مواطناً إسرائيلياً محتجزين في غزة، وعدد الأسرى الذين ما زالوا في قيد الحياة يتراجع.
  • نحن لم نحقق أهداف الحرب فحسب، بل أصبح وضعنا اليوم أسوأ كثيراً مما كان عليه في 7 أكتوبر:
  • منذ 7 أكتوبر، تدور حرب ضد حزب الله على الحدود الشمالية. جرى إخلاء العديد من المستوطنات ودُمرت، كما تم إجلاء سكانها. أقام حزب الله منطقة أمنية في داخل إسرائيل. وفي هذه المرحلة، لا يوجد موعد واضح لعودة السكان إلى منازلهم في الشمال. لقد قُتل هذا الأسبوع عنصران من سلاح الاحتياط في انفجار مسيّرة في المطلة.
  • منذ السابع من أكتوبر، فتح الحوثيون جبهة جديدة ضد إسرائيل، هذا التنظيم الشيعي الذي يسيطر على شمال اليمن، يطلق على إسرائيل صواريخ باليستية وصواريخ كورنيت ومسيّرات، ويهاجم سفناً لها علاقة بإسرائيل.

ج- تعرضت إسرائيل في نيسان/أبريل لهجوم كثيف بالصواريخ من إيران.

د-  تحولت إسرائيل من ضحية "مذبحة" مريعة إلى دولة منبوذة خسرت أصدقاءها في العالم. يرى كثيرون أن إسرائيل مسؤولة عن الأزمة الإنسانية في غزة، وفرض عدد من الدول حظراً على إمدادها بالسلاح، وبدأت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي باتخاذ إجراءات ضد أشخاص، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية.

ه- قادة الدولة والجيش معرّضون لخطر صدور مذكرات توقيف دولية ضدهم.

و- أهم وأكبر صديقة لنا في العالم، الولايات المتحدة، تدرس موقفها حيالنا، وامتنعت مرة واحدة من استخدام الفيتو في مجلس الأمن. كما تدرس الولايات المتحدة الامتناع من بيع السلاح والذخيرة لإسرائيل، إذا لم تنسّق معها، ولم تتقيد بالمبادىء المهمة بالنسبة إليها.

ز- تقف الدولتان العظميان، روسيا والصين، صفاً واحداً مع خصومنا في العالم، وتؤيدان فرض عقوبات علينا.

ح- الوضع الاقتصادي في إسرائيل سيئ، وتصنيفها الائتماني تضرّر، والميزانية التي أُقرّت غير واقعية، الأمر الذي سيتطلب تقليصات كبيرة وفرض ضرائب. نحن بحاجة إلى مليارات الشيكلات من أجل إعادة بناء ما تم تدميره في الشمال، وفي "غلاف غزة". كما فشلت محاربة غلاء المعيشة.

ط- تضرُّر عدد كبير من القطاعات الاقتصادية بصورة كبيرة، مثل قطاعَي السياحة والزراعة.

ي- تحوُّل إسرائيليين ويهود إلى ضحايا للعنف والأعمال المعادية للسامية، وللمقاطعة الأكاديمية في العالم، بما في ذلك في العالم الغربي، وفي دول صديقة، وعندما نسافر في العالم، يجب أن نحذر من أن يُعرَف أننا إسرائيليون.

ك- التحديات الأمنية التي نواجهها تتطلب منا الاحتفاظ بعدد كبير جداً من القوات، وهو ما يتطلب تعبئة واسعة النطاق للاحتياطيين على فترات طويلة. العبء الملقى على جنود الاحتياط يزداد ويكبر، والأضرار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية تكبر، يوماً بعد يوم. ونتيجة ذلك، ازدادت الأزمة الاجتماعية الناجمة عن عدم تعبئة الحريديم للخدمة في الجيش.

ل- لا تقدّم حكومة إسرائيل أيّ رؤيا، أو أمل للمستقبل. ولا توجد لديها خطة حقيقية لـ"اليوم التالي للحرب". مَن سيسيطر على غزة؟ عدد مهم من وزراء الدولة توجّههم رؤى ميسانية.

  • ما نعيشه لم يعد "أزمة"، ولا "فترة صعبة". نحن في حالة طوارىء، وفي مواجهة خطر وجودي. هل هناك مَن يؤمن بأن الزعامة الحالية، برئاسة بنيامين نتنياهو، وإيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، ويسرائيل كاتس، وميري ريغيف، ويوآف كيش ورفاقهم، ستنقذنا من الوضع الخطِر؟