من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قال مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن جيك سوليفان في أثناء المحادثات التي أجراها في إسرائيل في مطلع الأسبوع، إن الإدارة اقتربت من بلورة تفاهمات مع السعودية بشأن اتفاق تاريخي لتحسين العلاقات بين الدولتين. وبحسب سوليفان، سيتضمن الاتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، لكنه أعرب عن قلقه من أن يؤدي موقف رئيس الحكومة من الموضوع الفلسطيني إلى فشل الاتصالات.
ووصل سوليفان إلى إسرائيل بعد زيارة قام بها إلى السعودية، والتقى خلالها وليّ العهد محمد بن سلمان، وبحث معه في الاتفاق الجاري صوغه مطولاً. والتقى سوليفان في إسرائيل رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بني غانتس ورئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ. ولم يكن الموضوع السعودي هو الوحيد المطروح، بل بحث سوليفان أيضاً في عمليات الجيش في رفح والوضع الإنساني في غزة. لكنه نقل رسالة واضحة بشأن الاتصالات بالسعودية والفرصة التي تراها الإدارة في تحقيق خرق حقيقي.
من جهة أُخرى، ثمة انطباع لدى كبار المسؤولين في إسرائيل بأن الاتفاق السعودي - الأميركي بات على وشك النضوج، وهو لا يزال مرتبطاً بالاتفاقات المتعلقة بالموضوع الفلسطيني، والتي ستكون مرفوضة من أحزاب اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو. وذكر مصدر إسرائيلي مطّلع على المحادثات أنه من وجهة نظر أميركية، "هناك أساس يمكن أن يساعد على توقيع اتفاق بين السعودية وإسرائيل. لكن المسألة المركزية الآن، هي: هل لدى نتنياهو القدرة على الدفع قدماً بالعملية؟ الإدارة الأميركية ليست واثقة بذلك".
وتبحث الولايات المتحدة في صوغ مسودة تكون مقبولة من الجانب السعودي، ثم طرحها على إسرائيل للحصول على موافقة نتنياهو. لكن استمرار القتال في غزة يصعّب بلورة مثل هذه الوثيقة. وفي تقدير إسرائيل، أن التغطية الواسعة النطاق للحرب في غزة في وسائل الإعلام العربية تجعل الجانب السعودي أكثر تشدداً في مواقفه من الموضوع الفلسطيني، والمطالبة بتنازلات مهمة أكثر من إسرائيل من أجل استكمال الاتفاق.
في غضون ذلك، أعلن نتنياهو معارضته فكرة التزام إسرائيل، مستقبلاً، بقيام دولة فلسطينية مستقلة في إطار اتفاق مع السعودية، حتى لو بصيغة عمومية، من دون التزام مباشر. كذلك أعلن الوزير حيلي تروفر، من المعسكر الرسمي الذي يتزعمه بني غانتس، أن حزبه يعارض قيام دولة فلسطينية ضمن إطار مثل هذا الاتفاق.
في هذه الأثناء، لا تزال إدارة بايدن تعتقد أن في الإمكان التوصل إلى تسوية يمكن أن توافق إسرائيل، في إطارها، على مبدأ قيام دولة فلسطينية في المستقبل، واتخاذ خطوات في السنوات المقبلة للمحافظة على حلّ الدولتين، كاحتمال عملي، لكنها تعلم أن مثل هذا الاتفاق سيواجه معارضة شديدة من شركاء نتنياهو من اليمين المتطرف.