أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس (الأربعاء)، مقتل 3 جنود في المعارك في قطاع غزة خلال اليوم السابق، بينما يواصل عملياته العسكرية الكبيرة في رفح في جنوب القطاع، وفي جباليا في شماله.
ووفقاً لتحقيق أولي للجيش الإسرائيلي، قُتل الجنود الثلاثة في انفجار في مبنى مفخخ في رفح. والثلاثة خدموا في الكتيبة 50 التابعة للواء ناحل. وبمقتلهم، يرتفع عدد الجنود الذين قُتلوا في الهجوم البري الذي شنّه الجيش الإسرائيلي ضد حركة "حماس" في قطاع غزة، وفي العمليات على طول الحدود، إلى 291 جندياً.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ضابطاً وجنديين من الكتيبة 50 أصيبوا بجروح خطِرة، بينما أصيب ضابط آخر بجروح متوسطة في الحادث نفسه.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أصيب جندي من الوحدة المتعددة المجالات، المعروفة أيضاً باسم "وحدة الأشباح"، بجروح خطِرة في شمال غزة، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي.
ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات تُظهر غارة جوية ضد مقاتل مسلح بقاذفة "آر بي جي" في جباليا، شمال قطاع غزة. وقال الجيش إن وحدة جمع المعلومات القتالية الرقم 636 رصدت المسلح قبل تنفيذ الغارة. وأضاف الجيش أنه تم شنّ غارة جوية ثانية، بعد فترة قصيرة، عقب التعرف على مسلح ثانٍ في المنطقة. وتعرضت القوات في جباليا لنيران "آر بي جي" كثيفة وسط العملية الأخيرة هناك في الأسابيع الفائتة. بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش إن قواته عثرت على عدد من فتحات الأنفاق والعشرات من قاذفات الصواريخ ودمرتها، كما عثرت على مخبأ للأسلحة بجوار مسجد.
وجاءت هذه المستجدات في الوقت الذي واصل الجيش الإسرائيلي توغُّله في رفح، على الرغم من ازدياد المعارضة الدولية للعملية في المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة.
وقال شهود عيان إن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى وسط مدينة رفح للمرة الأولى، أول أمس (الثلاثاء).
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى [الأونروا]، أمس، إن أكثر من مليون شخص نزحوا من رفح منذ بداية التوغل الإسرائيلي في المدينة يوم 6 أيار/مايو الحالي.
كما دعا الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أمس، إلى وقف إطلاق النار من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من دون عوائق. وأكدت رئيسة هذا الاتحاد كيت فوربس في تصريحات أدلت بها إلى وكالة "رويترز" للأنباء، إنه من أجل أن تتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى قطاع غزة، يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار.
على الرغم من ذلك، فإن إسرائيل تصرّ على أن العملية العسكرية في رفح ضرورية لتحقيق هدفها المتمثل في القضاء على "حماس" وإطلاق المخطوفين الذين تم احتجازهم خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وتصاعدت الانتقادات الدولية، بعد الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من رفح، ليلة الأحد الماضي، حيث أفادت السلطات الصحية التابعة لـ"حماس" بأن 45 شخصا قُتلوا وأصيب العشرات في الغارات، وفي الحريق الذي أعقبها في مخيم يأوي المدنيين النازحين. في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مجمّعاً لـ"حماس"، وقام بتصفية اثنين من القادة في صفوف الحركة، وأن مخزناً مخفياً لأسلحة الحركة، ربما كان السبب الحقيقي للحريق المميت. وأشار الجيش إلى أن الغارة الجوية التي استهدفت منطقة مجاورة استخدمت ذخائر خفيفة لا تشعل مثل هذا الحريق.