قصف حزب الله شمال إسرائيل، أمس (الخميس)، بنحو 45 صاروخاً، بعد أن أدت غارة إسرائيلية بمسيّرة إلى مقتل أحد القادة الميدانيين في الحزب.
وادّعى حزب الله أنه أطلق عشرات الصواريخ على قاعدة عسكرية إسرائيلية، بالقرب من مستوطنة زرعيت. وقال إن القصف جاء ردّاً على مقتل عباس إبراهيم حمزة حمادة في بلدة دير كيفا في الجنوب اللبناني في وقت سابق أمس.
وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق 25 صاروخاً في اتجاه الجليل الغربي في ساعات بعد ظهر أمس، وهو ما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار في عدد من البلدات. وبعد مرور ساعة، تم إطلاق 20 صاروخاً آخر على المنطقة نفسها، سقطت جميعها في مناطق مفتوحة.
ووفقاً لبيان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، فإن حمادة كان ضابط عمليات لوحدة إقليمية تابعة لحزب الله متمركزة في منطقة جويا في الجنوب اللبناني، وهي بلدة قريبة من بلدة دير كيفا. وقال البيان إن حمادة كان مسؤولاً عن تخطيط وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، وقاد القوات البرية لحزب الله في بلدة جويا الواقعة على بُعد نحو 11 كيلومتراً شرقي مدينة صور.
بالتزامن مع الغارة بالطائرة المسيّرة التي أسفرت عن مقتل حمادة، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة قصفت منصة إطلاق صواريخ أرض - جو تابعة لحزب الله في قرية الريحان في الجنوب اللبناني، والتي شكلت تهديداً للطائرات الإسرائيلية.
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال في خطاب تلفزيوني ألقاه مساء أول أمس (الأربعاء)، إن الحزب يمتلك أسلحة جديدة وقدرات استخباراتية يمكن أن تساعدها على استهداف مواقع أكثر أهميةً داخل إسرائيل في حال نشوب حرب شاملة. وأضاف: " الآن، لدينا أسلحة جديدة. لكنني لن أقول ما هي. عندما يتم اتخاذ قرار استخدامها، يمكن رؤيتها في الخطوط الأمامية".
في المقابل، ذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أنه على خلفية ارتفاع صوت طبول الحرب في منطقة الحدود الشمالية، التقى وزير الدفاع يوآف غالانت، الليلة قبل الماضية، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي لمناقشة التهديد من لبنان.
وأضاف البيان أن اللقاء الذي عُقد في مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية في صفد، ركز بشكل خاص على التهديد المتمثل بمسيّرات حزب الله، وعلى تحسين سبل مواجهتها. كما تم إطلاع وزير الدفاع على آخر التطورات في القتال الدائر ضد حزب الله.
وشارك في الاجتماع أيضاً قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء أوري غوردين، وقائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار، وقائد الجبهة الداخلية اللواء رافي ميلو، وضباط آخرون.
وطلب غالانت من قادة الجيش الإسرائيلي أن يكونوا على استعداد تام لجميع الاحتمالات.
ونقل البيان عن غالانت قوله: "إننا نستكمل الاستعداد البري والجوي، ونعزز الأنظمة الاستخباراتية، ونستعد لأيّ احتمال. ونحن ملتزمون تغيير الوضع في الشمال وإعادة السكان [النازحين] بأمان إلى منازلهم، وسنجد الطريقة الملائمة للقيام بهذا الإجراء".
من ناحيته، قال هليفي لغالانت في الاجتماع إن الجيش على مستوى عالٍ جداً من الجاهزية.
وكان هليفي قال في وقت سابق، أول أمس، لقوات الجيش الإسرائيلي في موقعٍ لبطارية "القبة الحديدية" للدفاع الجوي في شمال إسرائيل: "إن الجيش يمتلك قدرات قوية لا يعرف عنها العدو سوى القليل". وأضاف: "أصدر حزب الله بالأمس مقطع فيديو بشأن قدرة يمتلكها، ونحن على دراية بها، وإننا نستعد ونبني حلولاً للتعامل مع مثل هذه القدرات وغيرها. ونحن طبعاً، نمتلك قدرات أقوى بلا حدود، وأعتقد أن العدو لا يعرف عنها سوى القليل، وسيواجهها عند الضرورة، وفي الوقت المناسب".