قبيل إنهاء مرحلة القتال الكثيفة، الجيش يخفّض عديد قواته في القطاع
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- الاستشارات التي أجراها، أول أمس، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وكبار المسؤولين في قيادة المنطقة الجنوبية تنبىء بنهاية قريبة للمرحلة الأكثر كثافةً للحرب في قطاع غزة. وقريباً، سيُعلَن انتهاء العملية في رفح. الاتجاه الآخذ في الظهور، من الآن فصاعداً، هو تقليص القوات في القطاع والانتقال إلى أسلوب الهجمات ضد أهداف تابعة لـ"حماس"، ونقل وحدات إلى الحدود الشمالية. والسؤال المركزي: كيف يمكن تغليف هذه الخطوة بسردية تقنع الجمهور بأن الحكومة والجيش حققا جزءاً كبيراً من أهداف الحرب، على الرغم من أن "حماس" لم تُهزَم في المطلق، وما زالت تحتفظ بـ120 مخطوفاً.
- سيواصل الجيش الاحتفاظ بقواته في ممر نتساريم الذي يقسم القطاع إلى قسمين، الشمال والجنوب، كما سيحتفظ بقواته في ممر فيلادلفيا على الحدود المصرية. ومن النقاط التي يجري التردد بشأنها، أيّ قسم من ممر فيلادلفيا يجب مواصلة السيطرة عليه. حتى الآن، يبدو أنه لن يجري الانسحاب من معبر رفح لأنه من الصعب التوصل إلى اتفاق مع مصر. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقديرات الجيش بشأن وجود 40 نفقاً محفوراً تحت الحدود، وجرى الكشف عن نصفها. من الأفضل التعامل مع هذه التقديرات بحذر، فالحقيقة أن الاستخبارات لا تعرف ما هو عدد الأنفاق وعدد الأنفاق التي جرى كشفها بدقة.
- إسرائيل تعتبر محور فيلادلفيا أنبوب أوكسيجين لـ"حماس"، من خلاله، ومن خلال معبر رفح، جرى تهريب السلاح والسلع إلى القطاع طوال 20 عاماً. وهي تريد التوصل إلى ترتيبات مع مصر بشأن أسلوب السيطرة على الممر في مرحلة لاحقة. والأهم من العائق المادي الذي يجب إقامته ضد حفر مزيد من الأنفاق، هي مسألة أدوات الكشف (أجهزة الاستشعار) التي ستُركّب بالقرب منه. وبالنسبة إلى إسرائيل، من المهم أن تكون هذه الأجهزة من إنتاجها الخاص، بحيث تزود الجيش والشاباك بمعلومات تحذّر من حفر أنفاق جديدة.
- إن الرسالة التي يريد غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي إرسالها، هي أن الهجوم الواسع النطاق على رفح نجح في تفكيك الذراع العسكرية لـ"حماس"، بشكلها المعروف. كما أوقف نشاط الكتائب الأخيرة للحركة. لا تزال "حماس" ناشطة، لكنها تقوم بذلك ضمن إطار جديد مكون من مجموعات "إرهابية" وحرب عصابات صغيرة، قدرتها على إيقاع الأضرار ضئيلة جداً، وتفتقر إلى هرمية القيادة والتحكُّم. أمس، أُطلق نحو 20 صاروخاً من خانيونس على مستوطنات "غلاف غزة"، بينما تقلص تهديد إطلاق الصواريخ من القطاع على النقب ووسط البلد بصورة كبيرة.
- سيكون هناك حاجة إلى مواصلة محاربة "حماس"، لكن هذا سيكون على طريقة "جز العشب" المعروفة في الضفة الغربية، هجمات متكررة على الأهداف الباقية للحركة، واعتقال "مخربين"، ونقلهم إلى الشاباك للتحقيق معهم. والمشكلة أن هذا يتضمن رسالة معقدة من الصعب أن يستوعبها الجمهور، مقارنةً بالأهداف الطموحة التي وُضعت في بداية الحرب. أكثر من ذلك، لم يتخلّ نتنياهو عن وعوده بنصر مطلق قريب، الأمر الذي لا يتطابق مع توجُّه غالانت - هليفي.
- ينشط الجيش الإسرائيلي في حيّ الشجاعية، شرقي مدينة غزة، منذ أكثر من أسبوع. يعمل اللواء السابع في هذه المنطقة، التي شهدت معارك قاسية من تشرين الثاني/نوفمبر حتى شباط/فبراير، من خلال عمليتين مختلفتين، وتتحدث التقارير عن قتال يخوضه ضد العشرات من خلايا الصواريخ المضادة للمدرعات التابعة لـ"حماس". وهذا يدل على قدرة التعافي السريعة للحركة، أو على أن طريقة عمل الجيش الإسرائيلي في العمليتين السابقتين لم تكن كاملة، بعكس ما فهمه الجمهور وجزء من وسائل الإعلام.