تقرير: صعود اليمين المتطرف في فرنسا يمثّل مشكلة لإسرائيل والجالية اليهودية في فرنسا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية واحتمال أن تُنتخب في الأسبوع المقبل حكومة بقيادة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، يثيران تخبطاً في إسرائيل التي ستضطر إلى أن تقرر كيف ستتصرف حيال مثل هذه الحكومة. من جهة، هناك المواقف الحالية لليمين المتطرف حيال إسرائيل، ومن جهة أُخرى، خلفية هذا اليمين المعادية للسامية، ومخاوف الجالية اليهودية في فرنسا من الخطاب القومي.

طوال سنوات، رفضت إسرائيل إقامة علاقات رسمية من أيّ نوع كان مع اليمين المتطرف في فرنسا، وخصوصاً عندما كان جان ماري لوبان زعيمه، مع سياسته المعادية للسامية وإنكاره المحرقة النازية، وقوله إن غرف الغاز ومعسكرات الإبادة هي "تفصيل هامشي" في التاريخ. في العقد الأخير، أصبحت ابنته مارين لوبان الشخصية السياسية الأهم في اليمين القومي في فرنسا، وحاولت إقناع الجالية اليهودية في فرنسا بأنها ليست معادية للسامية، ولا تنكر المحرقة، مثل والدها.

رسمياً، تابعت إسرائيل التعامل بحذر مع حزب لوبان، وبعكس أحزاب يمينية متطرفة أُخرى في أوروبا، لم تفرض مقاطعة رسمية للحزب في السنوات الأخيرة. مصدر إسرائيلي رسمي وصف علاقة إسرائيل بالحزب "بالمعقدة" بسبب ماضيه المعادي للسامية. لكن تأمل إسرائيل بأن يصبح الحزب غير معادٍ للسامية في المستقبل، وأن يكون موالياً لإسرائيل في سياسته الخارجية. لوبان عبّرت عن مواقف مؤيدة لإسرائيل خلال حملتها الانتخابية، وقال مرشح الحزب لرئاسة الحكومة جوردان بارديلا، إن على فرنسا إعادة التفكير في تأييد حل الدولتين، بعد هجوم "حماس" في 7 أكتوبر.

تقف المنظمات الأساسية في الجالية اليهودية في فرنسا أمام مشكلة، وخصوصاً بعد ازدياد فرص تعاوُن حزب الرئيس إيمانويل ماكرون مع كتلة أحزاب اليسار على المستوى التكتيكي في الدورة الثانية للانتخابات. وتلتزم المنظمة الأم لليهود في فرنسا (CRIF) حتى الآن بسياسة تقاطع فيها كلاً من حزب لوبان وأحزاب اليسار بسبب موقفهم النقدي من إسرائيل، وتأييد جزء من أحزاب اليسار للفلسطينيين. وقال سيرغي كلارسفيد، وهو أحد "صيادي النازيين" البارزين في الجالية اليهودية، إن ما بين الاختيار بين لوبان وبين كتلة اليسار، فإنه لن "يتردد" في تأييد زعيمة اليمين المتطرف.