معسكر السلام تحرّر من الشلل الذي أصابه بعد مقتل رابين و7 أكتوبر، لقد استيقظنا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • عمل رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو في تسعينيات القرن الماضي بكل الطرق لمنع اتفاقات أوسلو. وكان لديه كثيرون من الشركاء. وبينما كان نتنياهو يقف على شرفته، وصل إيتمار بن غفير، الولد الشقي الذي كان مسجلاً على رادار "الشاباك"، واليوم، أصبح وزيراً للأمن القومي، بسيارته، وفجّرت "حماس" الباصات في مدينتي. مرّ 30 عاماً، والشركاء ما زالوا هم أنفسهم، بن غفير و"حماس"، والهدف ما زال الهدف عينه، تخريب أيّ فرصة للتوصل إلى سلام إقليمي، والقيام بكل شيء كي لا تنتهي الحرب. لقد تنازل نتنياهو عن المخطوفين، وتنازل عنا، وعن مستقبل الدولة كلها.
  • يقال إن سبب السلوك المضطرب الواضح للحكومة الحالية هو أن نتنياهو لا يريد الذهاب إلى السجن. هذا صحيح، لكنه ليس السبب الوحيد. فمنذ بدء عملية السلام مع الفلسطينيين، يعمل نتنياهو وشركاؤه، الثابتون والمتغيرون، على تخريب العملية. إن مهمة نتنياهو في هذه الحياة، وهو الذي ورث اتفاقات أوسلو، ووقّع اتفاق الخليل، هي منع إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وإلى جانب حاجة نتنياهو الشخصية إلى التهرب من السجن، هناك شركاء في هذه الأيديولوجيا لهم مصالحهم الخاصة، هؤلاء بادروا وقادوا وحرّضوا وساهموا في خطوات وصلت إلى ذروتها مع اغتيال رابين، الذي حقق الهدف في إحداث تغيير كبير في مجرى التاريخ.
  • وفي مواجهة هذه القوة الأيديولوجية الضيقة الأفق التي استطاعت الوصول إلى مواقع القوة في المجالات السياسية والعسكرية والجماهيرية، كان معسكر السلام مشلولاً. ومثلما حدث فيما بعد 7 أكتوبر، وبعد 4 تشرين الثاني/نوفمبر [مسيرة معسكر السلام في سنة 1995]، كنا في حالة حداد. وما بعد 7 أكتوبر، كان هناك مَن لم يضيّع الوقت من أجل إعادة كتابة التاريخ والتتمة.  لم يكن معسكر السلام مشلولاً فقط، بل كان مفككاً. مرّ 15 عاماً منذ عودة نتنياهو إلى الحكم، ونحن نعيش في فراغ سياسي مطلق بشأن كل ما له علاقة بحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. 15 عاماً، ومعسكر السلام لم يقترح حلولاً، بل انشغل في خوض معارك الاحتواء. معسكر السلام لم يعد موجوداً. هناك معسكر صغير ومخلص لمقاومة الاحتلال، يقوم بأعمال مقدسة. هناك معسكر الدفاع عن الديمقراطية الذي استفاق في السنة ونصف السنة الأخيرة، وكان بمثابة شعاع من النور في العتمة. لكن الذين دخلوا إلى الفراغ السياسي، وإلى فراغهم الشخصي، بعد اغتيال رابين والقضاء على عملية السلام، هم نتنياهو والمستوطنون من جهة، و"حماس" من جهة ثانية.
  • لقد سئمنا من الصمت. الآن، نحن مصممون أكثر من أيّ وقت مضى على إيجاد بديل سياسي من الحكومة التي يقودها نتنياهو، والتي تعلم بأن أيامها معدودة، وهناك تعطّش كبير لعملية السلام وسط الجمهور.  في حدث غير مسبوق، وبمشاركة أكثر من 50 منظمة وآلاف الناشطين، سنجتمع هذا المساء من أجل الدفع قدماً برؤيا بديلة من أجل حياتنا هنا؛ حان الوقت لكي نعمل بكل قوانا من أجل أن يكون لنا مستقبل هنا. وليس هناك مستقبل لإسرائيل، ولا يمكن تحقيق الأمن لمواطنيها من دون اتفاق سياسي ينهي الاحتلال وقيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. الحدث اليوم، هو بداية عملية بعيدة المدى. كل المنظمات المشاركة ملتزمة بالمهمة العليا، وهي إنهاء النزاع باتفاق سياسي. ونحن سنواصل طريقنا، وسنكبر ونتوسع وننمو حتى ننجح.
  • أخبرني أحد المستشارين السياسيين ذات مرة أن أيّ طرف سياسي أو مدني لم يكن يعتقد أن هناك حاجة إلى تظاهرة السلام التي جرت في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1995... اليوم أيضاً تهدد عناصر متطرفة بتفجير الحدث الذي ننظمه. لكن هذه المرة، نحن نأتي مستعدين، والتهديد بالعنف لن يردعنا. آلاف الناس، بينهم عائلات ثكلى وعائلات مخطوفين، استيقظوا من الصدمة والألم، من أجل إعادة إسرائيل إلى طريق السلام، الآن.