يوم إقامة حزب "الديمقراطيين" هو يوم عيد
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- "الديمقراطيون"، حزب جديد نشأ بدمج حزبَين صهيونيَّين يساريَّين تراجعا إلى هامش الساحة السياسية. ظهر هذا الحزب بفضل قرار رئيسة حزب العمل ميراف ميخائيلي عدم خوض الانتخابات الماضية في قائمة موحدة مع حركة "ميرتس" التي لم تنجح في تجاوُز نسبة الحسم (3.25)، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيسها، قبل أكثر من 30 عاماً (1992).
- من المعقول الافتراض أن الائتلاف الحالي استطاع الوصول إلى أغلبية 64 عضواً في الكنيست بسبب قرار ميخائيلي، التي لم تدرك تعقيدات الوضع السياسي... عندما ترشح يائير غولان لرئاسة حزب "العمل"، أعلن بصورة واضحة أنه ينوي الاندماج في حركة "ميرتس"، وأيّدته أغلبية كبيرة من حزب العمل، وصوتت معه. لقد أدرك أعضاء حزبه جيداً أن دمج الحزبَين ضروري ومنطقي من الناحيتين الأيديولوجية والسياسية. لقد انتُخب غولان رئيساً لحزب "العمل" في نهاية أيار/مايو هذا العام، وخلال شهر، في نهاية حزيران/يونيو، تم توقيع اتفاق بين الحزبين بشأن تأليف حزب جديد يحمل اسم "الديمقراطيين". وهذا يدل على هدف الحزبين للنضال بكل قوة ضد "الانقلاب القضائي" الذي يقوده رئيس الحكومة نتنياهو ووزير العدل ياريف ليفين وشركاؤهما من اليمين العنصري المتطرف.
- علاوةً على ذلك، أعضاء الحزب الجديد ملزمون خوض نضال آخر، ضد الاحتلال، وضد المستوطنات والمستوطنين والعنف الذي يمارسونه، بحماية من الحكومة وأعضائها، وتجاهُل الشرطة والمنظومة القضائية. من المعروف أن اليهود الذين يعيشون في الضفة الغربية لا علاقة لهم بالمنظومة القانونية هناك. والنظام الإسرائيلي يمنحهم حقوقاً مدنية كاملة. وتفضل المنظومة السياسية كلها غضّ الطرف عن الفوضى والعنف في المناطق [المحتلة].
- ليست فقط أحزاب "اليمين بالكامل" التي تغضّ الطرف، بل أيضاً الأحزاب "الرسمية"، وحزب "يوجد مستقبل"، بزعامة يائير لبيد، وحزب رئيسَي هيئة الأركان السابقَين بني غانتس وغابي أشكنازي "المعسكر الرسمي". فقط حزب جديد قادر على مواجهة هذا الوضع الذي جعل بلدنا فاسداً وعنيفاً. ويجب أن يكون حزباً معارضاً لكل مظاهر الاحتلال اللعين.
- بالنسبة إليّ شخصياً، كان يوم إطلاق هذا الحزب يوم عيد. منذ أعوام كثيرة، كنت أؤيد أحزاب اليسار الصهيوني، التي كانت أحزاباً صغيرة في الساحة السياسية، وأتعاطف معها. في سنة 1974، أيّدتُ حزب "موكيد"، برئاسة مئير باعيل الذي حصل على مقعد واحد في الكنيست الثامن؛ وفي سنة 1977، دعمت حزب "شيلي" الذي حصل على 8 مقاعد في الكنيست التاسع، وسرعان ما انهار. في سنة 1984، أيّدتُ حزباً خاض الانتخابات للمرة الأولى برئاسة شولاميت ألوني. وعندما حصل على 3 مقاعد في الكنيست الـ11 اعتبروا ذلك انتصاراً كبيراً.
- في سنة 1992، وقبيل الانتخابات للكنيست الـ13، أُسِّست حركة "ميرتس" بدمج 3 أحزاب صغيرة: "راتس" و"مبام"، و"شينوي" برئاسة أمنون روبنشتاين. كان لهذا الحزب 10 ممثلين في الكنيست. في حزيران/يونيو من ذلك العام، أُجريت انتخابات، وفازت حركة "ميرتس" بـ12 مقعداً؛ كان هذا الإنجاز كبيراً، وفي إثره، انضمت إلى الحكومة الجديدة برئاسة يتسحاق رابين، وللمرة الأولى، تحول زعماء الحزب إلى شخصيات مركزية في الحكومة. وكان هذا بمثابة انقلاب بعد الانقلاب الأول الذي حدث في انتخابات 1977 [والذي حمل حزب "الليكود" إلى السلطة للمرة الأولى].
- حصل حزبا "العمل" و"ميرتس" على 56 مقعداً في الكنيست، بالإضافة إلى 5 أعضاء كنيست من الأحزاب العربية، واستطاعا الحصول على الأغلبية. قاد زعيما الحزبين الحكومة، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. وكان هذا بمثابة العهد الذهبي لليسار الليبرالي الإسرائيلي.
- منذ انتخابات رئيس الحكومة في سنة 1996، وبعد اغتيال رابين، وبعد ان استطاع نتنياهو أن يهزم شمعون بيرس وانتُخب للمرة الأولى رئيساً للحكومة، مرّت حركة "ميرتس" بمرحلة كئيبة من التدهور والتراجع. في انتخابات الكنيست الـ15 (1999)، حصلت على 10 مقاعد، بعدها بدأ مسار تراجُعها أكثر فأكثر. فحصلت في انتخابات الكنيست الـ16 (2003) على 3 مقاعد فقط، وهو ما دفع برئيس الحزب، آنذاك، يوسي ساريد إلى الاستقالة والانسحاب من الحياة السياسية.
- في انتخابات الكنيست الـ18 (2009)، تعرضت حركة "ميرتس" لضربة قاسية، وحصلت على 3 مقاعد فقط. في انتخابات 2013، ضاعفت قوتها وحصلت على 6 مقاعد، بفضل زعيمتها زهافا غالؤون. بعد الفشل في الانتخابات الأخيرة، اضطرت إلى الاستقالة. والشخصية البارزة اليوم في "ميرتس" نائبها تومار روزنيك، غير المعروف شعبياً، ومن الصعب أن يشكل امتداداً لزعماء "ميرتس" السابقين.
- لقد شهد حزب "العمل" مسار أفول مشابهاً. من هنا، تُعتبر إقامة حزب مشترك أمراً حيوياً. في استطاعة "الديمقراطيين" أن يشكلوا حزباً مركزياً لكل اليسار، وأن يكون عنصراً مهماً في النضال من أجل إسقاط حكومة نتنياهو.