تحالُف المخطوفين والحريديم
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- كانت الأشهر الماضية من أصعب ما عرفه السياسيون الحريديم. تطوُّر الحرب، والعدد المخيف للقتلى، وحاجة الجيش الإسرائيلي إلى زيادة قوته البشرية التي جاءت في وقت مؤسف، والحاجة إلى إعادة سنّ قانون ينظم وضع تلامذة التوراة، بالنسبة إلى الجيش.
- وأضيفت إلى هذه الأزمة الحادة أزمة مالية في المنظومة التعليمية الحريدية، والصراع بين الائتلاف والمعارضين له، والذي وجد الحريديم أنفسهم في داخله. وعلى الرغم من أن الموقف الحريدي الذي يعود إلى سنوات كثيرة هو مع التعاون، ومع حكومات الوحدة، فإن الحلف القديم مع نتنياهو وضع الحريديم في قلب العاصفة، وأضحى الاحتجاج ضد السياسيين الحريديم أمراً روتينياً.
- وعلى الرغم من ذلك، فإن قضية واحدة لا يوجد ما هو أهم منها، يحدد فيها الحاخامون موقفهم الفقهي والسياسي بصورة واضحة: قضية تحرير المخطوفين، القضية الأكثر أهميةً على جدول أعمال دولة إسرائيل، والتي تتعلق بأرواح المخطوفين الواقعين في الأسر، وبوحدة الشعب وسلامته، وبمسؤولية الحكومة إزاء مواطنيها. منذ بداية المفاوضات، وعلى الرغم من المعارضة القاطعة لكلٍّ من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وتهديدهما بتفكيك الائتلاف، فإن الأحزاب الحريدية أعلنت تأييدها أيّ صفقة تتوصل إليها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
- يعتمد موقف الأحزاب الحريدية على تعليمات مجلس كبار حكماء التوراة، وعلى أدبيات حاخامية كثيرة عالجت حالات مؤلمة مشابهة. إن درس التلمود الذي تعلمناه في الأسبوع الماضي، تضمّن وصفاً لأهمية فريضة افتداء الأسرى التي تفوق أيّ فريضة أُخرى...
- عندما نسمع شهادات المخطوفين الذين عادوا من الأسر، وعندما نسمع عن مصير المخطوفين الذين ماتوا في الأسر، فإن أصوات الدماء تصرخ فينا من الأرض. تسنى لي في الأسبوع الماضي القيام بزيارة مع عائلات المخطوفين إلى زعماء روحيين ورؤساء يشيفوت [مدارس دينية] حريدية، وسمعنا منهم جميعاً أنه يجب بذل كل شيء من أجل افتداء الأسرى.
- لكن لا يكفي تقديم توضيحات لهذا الموقف المبدئي في الغرف المغلقة، وفي لقاءات مع العائلات، وفي نقاشات "الكابينيت". يجب أن تكون مسؤولية أعضاء الكنيست والسياسيين الحريديم أكثر فعاليةً، يجب عليهم قيادة النضال من أجل إعادة المخطوفين، وعليهم إجراء المقابلات وإلقاء الخطب، والمشاركة شخصياً، واستخدام كل قوتهم ونفوذهم. هذه الخطوة هي الخطوة اليهودية الفقهية والتوراتية والأمنية المطلوبة، لكن ليس هذا فقط، ففي خضم هذه الأزمة الحادة بين الحريديم وسائر فئات المجتمع الإسرائيلي، سيكون لاتخاذ موقف علني وصارم من هذا النوع تأثير جيد في شبكة العلاقات بين هذا القطاع وبين الدولة.
- علاوةً على ذلك، إن أحد أهداف الحرب هو إعادة المخطوفين، والتجند من أجل هذا الجهد سيحول الحريديم إلى جزء من الذين يقومون بمهمة إنقاذ دولة إسرائيل وشعبها، ويساهمون في الانتصار في الحرب.
- على الرغم من الخلاف الذي يقسّمنا، فإن هذا يشكل فرصة للانضمام إلى النضال الإسرائيلي المركزي والأهم، وإنقاذ النفوس الذي لا يوجد هدف أسمى منها، ومن أجل تحقيق الهدف المركزي لإسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.