إسرائيل على حافة الهاوية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • ثلاثة تهديدات تهدد وجود إسرائيل. التهديد الأول مباشر، يليه الثاني والثالث. الأول خارجي، ويتمثل بالمحور الشيعي، إيران وسورية ولبنان واليمن وأذرعتهم، بالإضافة إلى الضفة الغربية، ويمكن أن يتلقوا الدعم من روسيا والصين. هذا المحور يحيط إسرائيل بحلقة من النار، مترافقة بهجمات سيبرانية ودعاية دولية تؤدي إلى عزلة سياسية وقانونية. يضاف إلى هذا كله تهديد العلاقات غير المستقرة مع الولايات المتحدة، والذي يؤدي إلى التأخير في الإمداد بالذخيرة، وفرض عقوبات على مدنيين، وهو ما يساهم في العزلة الدولية والسياسية، ويُحرج الحكومة التي يقودها رئيس الحكومة.
  • التهديد الثاني داخلي، وهو التفكك الاجتماعي المتسارع الذي يغذيه الانقلاب الدستوري الذي لم يتوقف لحظة. إن أنصار الانقلاب مقتنعون بأن التهديد الخارجي هو الوقت الصحيح والملائم لتحويل إسرائيل من دولة "ديمقراطية" مزدهرة إلى دولة استبدادية متخلفة. ويضاف إلى دعاة الانقلاب عوامل داخلية تُضعف وتفكك ما تبقى من لحمة اجتماعية، وذلك من خلال تمديد الخدمة الإجبارية في الجيش الإسرائيلي، وفي الاحتياطيين، بصورة منهكة ولا نهاية لها، في مقابل إعفاء مئات الآلاف من تحمُّل أيّ عبء؛ مناطق في البلد خالية من السكان، ودمار، وعشرات الآلاف من النازحين؛ الفساد والخراب في الخدمات العامة، بالإضافة إلى تحويل المال في الائتلاف إلى أهداف لا تخدم الأمن القومي والاقتصاد بأيّ شيء. وكل هذا يشكل عوامل تعيق القدرة على التعافي.
  • يعمل التهديدان الأول والثاني بصورة منفردة على تحقيق الهدف عينه: تفكيك المجتمع. ربما التهديد الداخلي لا يسعى لذلك بصورة واعية. ومن المؤسف التفكير في أن إيران و"حماس"، مع جهات إسرائيلية، يعملون بصورة منفردة، كلٌّ وفق أسلوبه، ضمن حركة كماشة تؤدي إلى خنق وتفكيك وتدمير الحلم والأمل ببناء دولة هنا. لقد قيل كثير عن هذين التهديدين، لكن لم يجرِ الحديث كثيراً عن التهديد الثالث، والمقصود تأثير التهديدين الأول والثاني في مجموعة صغيرة، لكن بالغة الأهمية، تتألف من عشرات، أو مئات الأشخاص الذين يحملون على أكتافهم الجزء الأساسي من العبء الأمني والاقتصادي. في المدى غير البعيد، إن أفراد الجمهور الصهيوني - الليبرالي، الذين يشكلون عماد صناعة الهاي - تك، ومن رجال الأعمال، والمهندسين والتقنيين والأطباء والاقتصاديين والأساتذة والأكاديميين لن يرغبوا في العيش هنا، وفي تربية أولادهم هنا. وستؤدي الحرب في سنة 2025 إلى تقليصات دراماتيكية في الميزانيات المخصصة للرفاه والصحة والتعليم، وإذا أضفنا إلى ذلك دولة استبدادية ضعيفة ومعزولة، فإن هؤلاء سيغادرون إسرائيل، وينقلون أموالهم منها.
  • ومن الواضح أنه من دون صناعات متقدمة، مثل الهاي - تك، ومزدهرة، والدعم من مستوى عالٍ، فإن دولة إسرائيل لن تقدر على ضمان الأمن وتأمين مستوى حياة معقول للمواطنين. سيغادر مَن يمكنه ذلك، وهؤلاء مطلوبون في دول أُخرى. وبسرعة، سيكتشف المتطرفون في الحكومة الذين يقولون لهم "سنتدبر أمرنا من دونكم"، أنه من دونهم، سيكون من الصعب على الدولة إعالة مواطنيها وبناء جيش مستعد، تكنولوجياً وإنسانياً، وبذلك تتحول الدولة إلى هدف دائم للهجمات من أعدائنا من الخارج.
  • هذا المسار بدأ، هناك أطباء بارزون يرحلون، والخبراء الذين ذهبوا للتخصص في الخارج لا يعودون، حتى خبراء الهاي - تك. وتلاقي الجامعات صعوبة في إيجاد سلك أكاديمي رفيع المستوى في مجالات مهمة، بالإضافة إلى أن عدم وجود ميزانية للبحث العلمي سيؤدي إلى رحيل الباحثين الموجودين، والذين بدأوا بالمغادرة. كما سيؤدي هذا إلى رحيل الطلاب في المستويات العالية الذين يشكلون احتياطاً مهنياً.
  • الحل بسيط وممكن، لكن لا يمكن تحقيقه لأن الحكومة، ولا سيما رئيسها، تصب الوقود الذي يعود نصفه إلى مصالح شخصية وفساد، ونصفه الآخر هو نتيجة مسيانية دينية. المطلوب إجراء الانتخابات الآن، واختيار حكومة جديدة تعمل من أجل الشعب. يجب علينا القيام بتغيير راديكالي يشمل تغييرات بنيوية في عمل الحكومة، وتحسين الخدمات العامة واقتلاع الفساد وردم التصدعات الاجتماعية، وتحمّل المسؤولية المالية وتأمين حلول اجتماعية وسياسية دائمة. وما يجري الحديث عنه هو ضرورة وجودية، إن لم توجد، لن نحتفل بمرور 100 عام على قيام إسرائيل. هذه الحكومة ورئيسها سيقضيان على الحلم اليهودي الصهيوني.
 

المزيد ضمن العدد