تقرير: خامنئي أصدر أوامر بتوجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل ردّاً على مقتل إسماعيل هنية في طهران
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمس (الخميس)، أن المرشد الأعلى الإيراني علي الخامنئي أصدر أوامر بتوجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل، ردّاً على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين، لم تذكر أسماءهم، مطّلعين على الأمر، بينهم اثنان من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، أن الخامنئي أعطى التوجيه في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي عُقد بعد وقت قصير على إعلان مقتل هنية فجر أول أمس (الأربعاء).

وقال المسؤولون أيضاً إن الخامنئي طلب كذلك من قادة الحرس الثوري والجيش الإيراني إعداد خطط هجوم ودفاع في حالة توسُّع الحرب وقيام إسرائيل، أو الولايات المتحدة، بضرب إيران.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن المسؤولين الإيرانيين قولهم إنه بين الخيارات التي يتم درسها هجوم بمسيّرات وصواريخ مشابه للهجوم المباشر الذي شنّته إيران على إسرائيل قبل عدة أشهر، وذلك ضد أهداف عسكرية حول تل أبيب وحيفا. وأكد المسؤولون أن إيران ستبذل قصارى جهدها للامتناع من ضرب مواقع مدنية. وقالوا أيضاً إن القادة العسكريين يدرسون شن الهجوم بالتنسيق مع وكلاء إيران في جميع أنحاء المنطقة لتحقيق أقصى قدر من التأثير، مع ذِكر اليمن وسورية والعراق من بين الدول التي يعمل فيها حلفاء إيران.

ولم تعلق إسرائيل على الحادث، الذي جاء في ظل حربها مع حركة "حماس" في قطاع غزة، وبعد ساعات على تنفيذ غارة للجيش الإسرائيلي على بيروت أسفرت عن مقتل القائد العسكري الأعلى في حزب الله فؤاد شُكر. ومع كون إسرائيل في حالة تأهُّب قصوى، تحسباً لرد محتمل، حذّر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في شريط مصوّر بثه أول أمس من أيام صعبة تنتظر إسرائيل، لكنه أكد أن البلد مستعد لكل سيناريو، وستتم جباية ثمن باهظ للغاية من أيّ عدوان، من دون أن يأتي على أيّ ذِكر لاغتيال هنية.

وكان الخامنئي استضاف هنية الذي كان يزور طهران لحضور حفل أداء اليمين الدستوري للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وذلك يوم الثلاثاء الماضي، قبل ساعات من مقتله.

وفي إثر مقتل هنية، قال الخامنئي في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية: "بهذا العمل، مهّد النظام الصهيوني الطريق لعقوبة قاسية لنفسه، ونعتبر أنه من واجبنا الثأر لدمه، كونه قُتل على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

ونفّذت إيران في السابق تهديداتها بالانتقام من إسرائيل بشكل عام من خلال وكلائها الإقليميين. لكن في شهر نيسان/أبريل الماضي، ولأول مرة، ردت مباشرةً على اغتيال جنرال عسكري كبير في غارة تعرضت لها القنصلية الإيرانية في دمشق ونُسبت إلى إسرائيل. وفي تلك المناسبة، أطلقت إيران مئات الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل، التي تمكنت من اعتراضها كلها تقريباً، بمساعدة التنسيق الأميركي مع قوى أُخرى في المنطقة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية. ولحقت أضرار طفيفة بقاعدة جوية، وأصيبت طفلة بدوية بجروح خطِرة جرّاء سقوط شظايا.

من ناحية أُخرى، وفي إشارة إلى الرد الدولي المشترك على هذا الهجوم، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أول أمس (الأربعاء)، إن الولايات المتحدة ستساعد بالتأكيد في الدفاع عن إسرائيل، إذا ما تصاعد الصراع الإقليمي، بعد مقتل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شُكر، وأضاف أنه لا يعتقد أن نشوب حرب أوسع نطاقاً في منطقة الشرق الأوسط هو أمر حتمي.

في وقت لاحق، تحدث أوستن هاتفياً مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بخصوص حزب الله ولبنان.

ولم يذكر بيان البنتاغون، ولا بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية، اغتيال هنية، إذ قالت الولايات المتحدة إنها لم تكن تعلم بعملية الاغتيال، وهي غير متورطة فيها، وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها لن تعلّق على هذا الأمر.

وقال بيان البنتاغون إن الوزيرين ناقشا التهديدات التي تشكلها مجموعة من الجماعات "الإرهابية" المدعومة من إيران على إسرائيل، وأكد أوستن التزامه الثابت بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس.

 

المزيد ضمن العدد