إسرائيل أمام 3 احتمالات وقائمة المخاطر السياسية طويلة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- حتى كتابة هذه السطور، وبافتراض أن العالم لن ينقلب رأساً على عقب، بعد طباعة الصحيفة، تقف إسرائيل أمام 3 احتمالات:
- التوصل إلى صفقة لإنقاذ المخطوفين الذين ما زالوا في قيد الحياة، والبدء بإنهاء الحرب التي استمرت أكثر من 300 يوم في غزة، الأمر الذي سيؤدي إلى وقف لإطلاق النار في الشمال، وربما يساعد على الدفع باتفاق يجري الحديث عنه، وعمل عليه الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين.
- الاستمرار في حرب الاستنزاف في الشمال، التي لا تبدو نهايتها في الأفق، بل إن دائرة المشاركين فيها تتوسع؛ وبحسب الاستخبارات، هناك "ناشطون إرهابيون" يسعون لنشر الفوضى، ويستمدون التشجيع من الوضع الإسرائيلي الاستراتيجي السيئ، لكي ينضموا إلى الاحتفال، الأطر تتوسع، وساحة الضفة الغربية قد تشتعل، وهناك مَن يحذّر من اقتحام المستوطنات، والاستنزاف سيتعاظم. وبمرور الوقت، سيتدهور وضع إسرائيل ويسوء.
- اتخاذ قرار بشأن الحسم، من خلال ضربة استباقية ضد حزب الله، ويقول مؤيّدو الفكرة إن إسرائيل، بهذه الطريقة، ستجبر التنظيم "الإرهابي"، الذي تحوّل منذ وقت طويل إلى جيش قوي، على إعادة التفكير في سياسته.
- "في الواقع الحالي، الطرف الثاني لا يدفع الثمن"، يقول أحد المسؤولين الرفيعي المستوى في المنظومة السياسية، ويتابع: "لقد تكبدت إسرائيل أضراراً كبيرة، في الاقتصاد، وفي السياحة. لبنان لا يعاني فعلاً. فهو في الأساس دولة منهارة وضعيفة. وحزب الله يستطيع استيعاب الخسائر التي ستكبده إياها إسرائيل. لديه سلاح متطور وفاعل، ولن يعاني نقصاً في المقاتلين، فالوظيفة الأكثر طلباً من الشباب في لبنان هي الدخول في الحزب. وما هو الثمن الذي تدفعه إيران؟ في 13 نيسان/أبريل، أقدمت على أمر لا عودة عنه وماذا فعلنا؟ كان ردّنا محدوداً".
- حسبما هو معروف، رئيس الحكومة ووزير الدفاع يعارضان الخيار الثالث. وعلى ما يبدو، هذه هي القضية الوحيدة التي تجعلهما في جبهة واحدة، بينما الآخرون يفكرون بصورة مختلفة. لقد اقترح جدعون ساعر مهاجمة حزب الله. وبني غانتس قال كلاماً مشابهاً ("القيام بضربة استباقية ضد البنى التحتية في لبنان"). في المقابل، تنتشر تقارير تتحدث عن أن الرد الإسرائيلي سيكون بحسب الضرر الذي يُحدثه الهجوم، وليس بحسب حجمه ونطاقه. يمكن أن نجد منطقاً في هذا، لكن المغزى من ذلك حرب استنزاف إلى ما لانهاية، والأعداء هم دائماً الذين يحددون درجة احتدامها، حتى الضربة الحاسمة، وخطر "الإبادة" الذي حذّر منه كلٌّ من ساعر وأفيغدور ليبرمان وإيهود باراك، كلُّ واحد منهم بكلماته الخاصة.
- إيران لم تدفع ثمن هجومها الكثيف على إسرائيل. لم تقطع أيّ دولة علاقاتها بها، ولم تُفرض عليها أيّ عقوبات. وهنا، بينما يقوم غالانت والمؤسسة الأمنية بالدفع قدماً بائتلاف دفاعي حول إسرائيل، يعمل رئيس الحكومة وأعضاء الائتلاف على تفكيكه. إسرائيل التي تقودها حكومة، يعتبرها العقلاء في العالم مجموعة من الفاسدين الخطِرين، لن يكون في إمكانها مواجهة حرب إقليمية من دون دعم سياسي ومادي كبير من الغرب.
- نتنياهو يريد المماطلة، فهو ينتظر دونالد ترامب. أعضاء الحكومة يبذلون جهدهم لكي نشعر بالسوء، ومن أجل إبعادنا عن أسرة الأمم المستنيرة. هذه الأيام بالذات، التي نحتاج فيها إلى تأييد وحماية من الولايات المتحدة والدول الصديقة في الغرب، يتحدث الفارغ والسيئ سموتريتش بصوت عالٍ عن تجويع مليونين من سكان غزة. وهذه جريمة حرب بامتياز، لكن القانون الدولي، أو المحلي، لا أهميه له لدى هذا المستوطن المتطرف المسياني. نتنياهو لم يعتذر. الوزيران مايا غولان وإيتمار بن غفير يدافعان، علناً، عن المشتبه في ارتكابهم اعتداءات جنسية مريعة ضد أسير فلسطيني من غزة، بينما وزير الخارجية يسرائيل كاتس، الرجل الذي يُفترض أن يكون أكثر تعقلاً ومسوؤليةً، دعا زعماء المستوطنات في الضفة، والتقط صورة معهم، مبتسماً، وقال: "أقول لكل زملائي في العالم إنه لا وجود لعنف المستوطنين، وأنتم تمثلون إسرائيل الجميلة".
- لا يوجد عنف للمستوطنين؟ أهكذا يتحدث وزير الخارجية؟ فليقُل هذا لآلاف الفلسطينيين الذين يتعرضون لأعمال شغب ومذابح يومية على يد المستوطنين.