قدّم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لأول مرة، اعتذاره عن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وذلك في سياق مقابلة مع مجلة "تايم" الأميركية نُشرت أمس (الخميس).
وقال نتنياهو: "طبعاً، طبعاً أنا آسف بشدة لأن شيئاً كهذا حدث. ودائماً ما أنظر إلى الوراء وأتساءل: هل كان في إمكاننا فعل أشياء كانت ستمنع ذلك"؟ لكنه في الوقت عينه، شدّد على أن الهدف الذي ينبغي تحقيقه من خلال الحرب على قطاع غزة هو النصر الحاسم إلى درجة أنه عندما يتوقف القتال لا تكون حركة "حماس" قادرة على المطالبة بالحكم، أو تشكيل تهديد لإسرائيل، وإلّا فإن عكس ذلك سيؤدي إلى الحكم على بلده بمستقبل مليء بمزيد من المذابح على أيدي الأعداء الذين يريدون القضاء على الدولة اليهودية الوحيدة في العالم.
ورداً على سؤال عن مخاطر توسُّع رقعة الحرب في غزة إلى نزاع إقليمي، قال نتنياهو إنها مخاطرة يدركها، لكنه مستعد لخوضها، مشيراً إلى أنه يفضل أن يحصل على تغطية إعلامية سيئة على أن يحظى بنعي جيد. وأضاف: "إننا لا نواجه ’حماس’ فقط، بل نواجه محوراً إيرانياً كاملاً، وندرك أنه يتعيّن علينا تنظيم أنفسنا للدفاع على نطاق أوسع".
ورفض نتنياهو الاتهامات بعقاب فلسطينيي غزة جماعياً وحرمانهم المساعدات، وأشار إلى أن حكومته بذلت جهدها لإتاحة المساعدة الإنسانية منذ بداية الحرب، مشيراً إلى تسليم إسرائيل المساعدات من خلال شاحنات الغذاء والمساعدات الجوية. وتطرقت المقابلة إلى سماح نتنياهو بوصول أموال من قطر إلى قطاع غزة، وإلى المزاعم بشأن مساهمتها في صعود حركة "حماس"، فقال إن موافقته على ضخ الأموال القطرية كانت إنسانية، وأضاف: "أردنا التأكد من أن غزة لديها إدارة مدنية فاعلة لتجنّب الانهيار الإنساني"، مشيراً إلى أن هذه الأموال لم تشكل الأساس لتهديد "حماس" لإسرائيل، معتبراً أن القضية الأساسية كانت نقل الأسلحة والذخائر من سيناء إلى غزة.
وأكد نتنياهو أن هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي أظهر أن أولئك الذين قالوا إن "حماس" تمّ ردعها كانوا مخطئين، ولفت إلى أنه لم يعارض، بما فيه الكفاية، هذا الافتراض الذي كان مشتركاً بين كلّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وجاءت المقابلة مع نتنياهو في وقت تترقب إسرائيل والمنطقة ردّ إيران وحزب الله وحركة "حماس" على اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طهران يوم 31 تموز/يوليو الماضي، واغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شُكر في الضاحية الجنوبية لبيروت في اليوم السابق. وبينما تبنت إسرائيل اغتيال شُكر، ما زالت تلتزم الصمت حيال اتهام إيران وحركة "حماس" لها باغتيال هنية.