صفقة مخطوفين الآن، هي الأفضل لنا، وستؤدي إلى انتهاء الحرب في غزة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • حتى الآن، ليس واضحاً ما إذا كانت إيران وحزب الله سيهاجمان، ومتى، وأيّ أهداف، وما هي النتائج التي ستترتب على ذلك، وكيف سيردّ الجيش الإسرائيلي، وهل سيُنفّذ هجوماً استباقياً؟ يبدو أن التأويلات للسيناريوهات المحتملة استُنفدت. والأمر مشابه للمساء الذي يسبق مباراة كرة قدم مهمة، حين تكون التخمينات والتقديرات بشأن نتائج المباراة فُحصت بدقة. ومن دون علاقة بما قد يحدث، من الصواب أن نحاول تحديد السياسة الإسرائيلية فيما يتعلق بالساحات الثلاث الأساسية: لبنان، غزة، إيران.
  • تردُّد حزب الله يكشف نقطة ضعفه الأساسية، ألا وهي الخوف من سيناريو دمار الدولة اللبنانية. نصر الله مستعد "للتضحية" بالمقاتلين والسلاح، ومن السهل عليه تجنيد مقاتلين، بدلاً من الذين قُتلوا، وهو واثق بأن إيران ستزوده بسلاح آخر، بدلاً من السلاح المتضرر. لكنه من ناحية أُخرى، عمل على تعزيز مكانته كشخصية وطنية لبنانية حريصة على الدولة اللبنانية، وعلى مواطنيها. وهو يدرك جيداً أن دمار وخراب لبنان سيجعلان من الصعب عليه الاستمرار في إقامة دولة في داخل الدولة.
  • بالنسبة إلى إسرائيل، إن المغزى مضاعف: أولاً، إذا انزلقنا وبادرنا إلى حرب واسعة في هذه الجبهة، يجب ألّا تكون حرباً بين إسرائيل وحزب الله، لأننا سنخسر في مثل هذا السيناريو. يجب أن تكون الحرب ضد الدولة اللبنانية، مع كل ما يعنيه ذلك. قد يبدو هذا الأمر مفروغاً منه، لكن ليس واضحاً ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على مشاهدة التدمير المنهجي لبلد الأرز. ثانياً، إذا دخلنا في حرب ضد لبنان، فيجب أن نرفض أيّ عملية دولية تهدف إلى تقديم "مساعدة إنسانية للبنانيين". ومن أهم نقاط ضعف لبنان النقص الكبير في الوقود، وفي إنتاج الكهرباء. ومن دون وقود وكهرباء، ستتوقف المستشفيات عن العمل، وستصبح البرادات خالية من الطعام، وستتوقف المواصلات. نستطيع تحقيق الانتصار في الحرب عندما ينهار الطرف الثاني اقتصادياً، وليس عسكرياً. إذا نشأت ضائقة حادة في لبنان، فستؤدي إلى وقف حزب الله الحرب بشروط لمصلحة إسرائيل. وإذا أصرّت الولايات المتحدة على التفريق بين حزب الله وبين "سكان لبنان المغلوب على أمرهم"، فسيكون هذا بمثابة كارثة لإسرائيل.
  • أمّا بشأن الجدل القائم بين رئيس الحكومة وبين وزير الدفاع، فأنا أؤيد الأخير في موقفه القائل إن صفقة مخطوفين الآن هي أفضل بالنسبة إلينا، وستؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة. من الصعب جداً تحقيق "النصر المطلق" في غزة، بينما "حماس" ومقاتلوها، وكذلك سكان غزة، متأكدون من حصولهم على مساعدات اقتصادية سخية. وما دام هذا الواقع مضموناً، وما دامت "حماس" تستفيد من كل شاحنة مساعدات، فسيكون في إمكانها تجنيد مزيد من المقاتلين، وليس لديها سبب كي تستسلم.
  • إذا كنا نرغب في خلق ضغط كبير، وإذا لم يحدث اختراق في مسألة المخطوفين، فيجب علينا استغلال حقيقة بسيطة واحدة، وهي أن الجيش الإسرائيلي يحاصر شمال قطاع غزة بأكمله. لقد بقيَ هناك نحو 300 ألف مواطن وبضعة آلاف من "المخربين". تستطيع إسرائيل تبليغ المواطنين المحاصرين أن لديهم مهلة أسبوع للتوجه نحو الجنوب. وتقوم إسرائيل بتحديد وتأمين ممرات للخروج، بعدها، تُعلَن المنطقة منطقة عسكرية، ويُمنع دخول الغذاء والوقود إليها. وفي الواقع، هذه الخطوة تتلاءم تماماً مع القانون الدولي، ويوصى بها، بحسب التأويلات الرسمية الأميركية.
  • المواجهة مع إيران أكثر تعقيداً، لكن يجب الانتباه إلى الضعف الذي أظهرته إيران في الأشهر الأخيرة على ثلاثة مستويات: أولاً، إيران مُخترقة استخباراتياً، وليس لديها القوة الكافية للدفاع عن أراضيها الضخمة في مواجهة هجوم جوي؛ ثانياً، على الرغم من الكراهية لإسرائيل، يمكن تشكيل ائتلاف دولي - عربي ضدها؛ ثالثاً، صحيح أن إيران تدعم وكلاءها، لكن سيكون من الصعب عليها مساعدتهم عندما يتعرضون للهجوم، سواء في لبنان، أو في اليمن مثلاً. يمكن استغلال التقاء نقاط ضعف إيران من أجل تحريك خطوات أكثر أهميةً في المستقبل، وتشمل مشروعها النووي، لكن الشرط الضروري هو إنهاء الحرب في غزة.
 

المزيد ضمن العدد