من خلال الدفاع والاعتراض - والرد: التجهيزات الإسرائيلية للّحظة التي سيقرر فيها الطرف الآخر الهجوم
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- يعيش المجتمع الإسرائيلي في الأيام الأخيرة حالة من "الروتين المتأهب"، وهكذا أيضاً تتعامل المنظومة الأمنية مع الموضوع. الجميع في حالة جاهزية عالية جداً لمواجهة أيّ تطور يمكن أن يحدث من جهة حزب الله وإيران. في إسرائيل، هناك جاهزية للتطورات في كل لحظة، حتى لو لم يعلم أحد متى ستحدث بالضبط. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يدركون أمراً واحداً، استناداً إلى الاستخبارات: هم سيردّون بالتأكيد.
- هناك محاولات تنسيق بين إيران وحزب الله بشأن تنفيذ هجوم مشترك ضد إسرائيل، لكن في محور المقاومة، هناك أيضاً مصالح متضاربة. وهذا يمكن أيضاً أن يكون سبب التوتر الذي نعيشه الآن، وهو أن الطرف الآخر، كما يبدو، لم يقرر بعد متى وكيف سيضرب، بسبب خلافات في الرأي، أو عدم توافُق. يبدو أنهم يواجهون صعوبة في التوصل إلى معادلة ردّ مثالية- مؤلمة ورادعة، وفي الوقت نفسه، لا تؤدي إلى حرب.
- في هذه الحالة، تتجهز إسرائيل أيضاً لإمكان أن يقرر حزب الله العمل منفرداً، ولا ينتظر القرار من إيران، في محاولة لمفاجأة إسرائيل. يعلم الطرف الثاني بأنهم إذا قرروا العمل معاً، فمن السهل كشف ذلك مسبقاً.
- في مقابل هذه التهديدات، هناك أيضاً جاهزية عالية جداً لدى سلاح الجو والاستخبارات في الجيش. إسرائيل تقوم بالعديد من الخطوات التي لا يمكن تفصيلها كلها، لكنها تهدف إلى إزالة التهديد قبل تنفيذه حتى. هذه التجهيزات تشمل أيضاً عشرات الطائرات الحربية الموجودة في حالة تأهُّب.
- وبالإضافة إلى الاستعدادات والقدرة على التصدي، لدى إسرائيل جاهزية عالية للدفاع في مواجهة أيّ هجوم. يجب التذكير بأن الدفاع ليس كاملاً، إلّا إن إسرائيل خلقت لذاتها طبقات سميكة من الدفاع من طرفها، وأيضاً من طرف الائتلاف الدولي الذي يقف إلى جانبنا، بقيادة الولايات المتحدة التي نشرت قواتها العسكرية انتشاراً أوسع من أيّ مرة سابقاً - أكثر كثيراً مما رأيناه في هجوم نيسان/أبريل.
- أمّا على صعيد الهجوم، فقد صادق المستوى السياسي على العديد من العمليات التي قدمها له الجيش. إسرائيل تعيش جاهزية كاملة لإمكان الرد السريع، لكن كل شيء متعلق بحجم الهجوم من طرف إيران وحزب الله- ونجاحه. لقد أعدت المنظومة الأمنية عمليات قاسية للرد على كل هجوم، ليس فقط ضد حزب الله، بل أيضاً ضد إيران نفسها، في حال كان علينا التعامل مع هجوم مباشر. هذا الهجوم الإسرائيلي يمكن أن يكون شبيهاً بالهجوم الذي شهدناه في اليمن.
- تقوم إسرائيل، إلى جانب الأميركيين، بجمع معلومات استخباراتية، تكون صالحة في لحظة حدوث أيّ تطورات. خلال الأسبوع الماضي، قام الجيش بزيادة عملياته في لبنان - على صعيد جمع المعلومات، وأيضاً الهجوم على الأهداف. هناك وسائل طيران مختلفة تحلّق طوال الوقت في الأجواء اللبنانية. من جانبهم، الأميركيون دفعوا بغواصة مزودة بمئات الصواريخ إلى المنطقة، والمقصود أداة هجومية وليس أداة دفاعية. إنها رسالة واضحة إلى الطرف الآخر، مفادها أن إسرائيل والولايات المتحدة جديتان في التهديد، وهو أيضاً ما يبدو واضحاً في المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى أن الطرف الآخر يأخذها على محمل الجد. يجب التوضيح أنه: بعكس كل ما نُشر حتى الآن، لم يتم تشخيص أيّ تجهيزات ميدانية، تحضيراً لضربة ممكنة.
- هذه الأيام متوترة ومعقدة جداً، وإسرائيل لا تقف وحدها في مواجهة هذا التهديد. إنها تبادر وجاهزة، بالتعاون مع حلفائها. جميع أنواع الاستخبارات تعمل. وعندما يحدث أيّ تطور، فإن الجمهور سيعلم به.