اتفاق منسَّق، أم غرق في الوحل على جبهتين؟ أمامنا أيام مصيرية
تاريخ المقال
المصدر
- تتماشى أقوال وزير الدفاع يوآف غالانت مع الواقع الأمني في جبهتَي القتال: غزة ولبنان. في الجنوب اللبناني، كان المطلوب من الجيش العمل على إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. وكانت مهمة الجيش منع حزب الله من اجتياح الحدود الإسرائيلية واحتلال الجليل وتنفيذ "مذبحة وقتل" في بلدات الشمال. الهدف الثاني كان منع إطلاق القذائف المضادة للدروع وقنص سكان الجليل.
- حتى الآن، التزم الجيش خطة القتال، والتقديرات أنه سيستكمل المهمة خلال أسابيع. نجح الجيش في نزع قدرات حزب الله الهجومية واللوجيستية والقيادية، وليس فقط قدراته على خط التماس.
- أمّا في غزة، فالجيش يعمل هجومياً في جباليا، ومن المفترض أيضاً أن ينهي الخطوة هناك خلال أيام، أو أسابيع. محور نتساريم، الذي تسيطر عليه الآن 3 كتائب، تحت مسؤولية اللواء 252، يروي قصة التخوف من الغرق في الوحل الغزي. فبشكل يومي تقريباً، يحاول "مخرّبو حماس" ضرب القوات في المحور، وإلحاق الضرر بها. الآن، تقاتل "حماس" بطريقة حرب العصابات، إذ تحاول خلايا صغيرة زرع عبوات، أو قنص القوات، حتى إنها تحاول إطلاق صواريخ مضادة للدروع في اتجاه الدبابات ومواقع الجيش.
- وفي الوقت نفسه، يعمل الجيش بطريقة الدفاع الهجومي، ويحاول توسيع المنطقة العازلة من أجل إبعاد الاشتباك مع "المخربين" بعيداً جداً عن منطقة المحور. على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستتخذ قرار إغلاق جبهات القتال، أم ستذهب نحو حرب استنزاف.
- يجب على المستوى السياسي أن يأخذ بعين الاعتبار عدة معطيات: أولاً، حالة جنود الاحتياط. الآن، هناك عشرات الآلاف من جنود الاحتياط وعائلاتهم غارقون في العبء. يبقى بعض هؤلاء الجنود 250 يوماً في الخدمة وأكثر. ويزداد عدد الوحدات التي تواجه صعوبة في ملء الصفوف، وهو ما يمكن ملاحظته من الإعلانات بشأن طلب جنود للاحتياط في شبكات التواصل الاجتماعي.
- ثانياً، هناك إسقاطات اقتصادية على السوق بسبب استمرار الحرب، وأشك فيما إذا كانت ميزانية الدولة التي سيتم تقديمها هذا الأسبوع ستلائم حالة الحرب المستمرة من دون أفق في النهاية. وثالثاً، المشكلة الحقيقية أمام إسرائيل في الجبهة العالمية هي إيران، ولمعالجة هذه المشكلة، سيكون على إسرائيل أن تجنّد ائتلافاً دولياً واسعاً. سيكون من الصعب عليها تشكيل تحالف كهذا في ظل حالة القتال على الجبهتين.
- وبعد هذا كله، هناك الموضوع المهم، وهو إعادة المخطوفين الـ101. فكلّ يوم يمر، يضع حياة المخطوفين في خطر، ويُبعد احتمال إعادتهم و"الانتصار"، أكثر فأكثر.
- الأيام القريبة دراماتيكية. سيحاول بايدن التوصل إلى اتفاق أولي قبل الانتخابات الرئاسية. وبالإضافة إلى الضغوط التي تم تفعيلها اليوم، فإن الضغط سيزداد مع وصول المبعوثَين الأميركيَّين إلى المنطقة. السؤال الآن هو عمّا إذا كنا سنتوصل إلى اتفاق منسَّق لوقف إطلاق النار في الجبهتين وإعادة المخطوفين؟ أم اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان؟ أم اتفاق أولّي على أساس المقترح المصري في غزة؟ ويمكن أيضاً، ببساطة، أن نغرق في وحل الشتاء القريب في غزة ولبنان.