فصول من كتاب دليل اسرائيل
قال بيان مشترك صادر عن جهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] والشرطة الإسرائيلية، أمس (الخميس)، إن أجهزة الأمن الإسرائيلية اعتقلت زوجَين إسرائيليَّين من مدينة اللد، قاما بمهمات جمع معلومات استخباراتية عن منشآت قومية ومواقع أمنية لمصلحة إيران، وذلك في إطار الجهود الأخيرة الرامية إلى إحباط محاولات إيرانية لتجنيد إسرائيليين لأغراض تجسّس استخباراتية.
وجاء في البيان أنه ضمن عملية مشتركة بين جهاز "الشاباك" والوحدة الوطنية للتحقيق في الجرائم الخطِرة والدولية ووحدة السايبر "لاهف 433" في الشرطة تم كشف خلية تابعة لعناصر استخبارات إيرانيين كانت تهدف إلى تجنيد وتشغيل مواطنين في إسرائيل. وتم اعتقال رجل وزوجته، كلاهما في الثانية والثلاثين من العمر، من سكان اللد، بعد أن نفّذا مهمات لمصلحة شبكة إيرانية تجنّد إسرائيليين من أصول قوقازية، في إشارة إلى يهود هاجروا إلى إسرائيل من منطقة أذربيجان. كما تضمنت المهمات جمع معلومات عن باحثة أكاديمية تعمل في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، والتي كانت مستهدفة من جانب الإيرانيين.
وأعلنت النيابة الإسرائيلية العامة تقديم لائحة اتهام ضد هذين الزوجين للمحكمة المركزية في المدينة بتهمة العمل لمصلحة إيران، وأوضحت أن الزوجين يواجهان اتهامات بجرائم أمنية خطِرة، تشمل مساعدة العدو في الحرب وتقديم معلومات له بقصد إلحاق أضرار بأمن الدولة.
ووفقاً للائحة الاتهام، فإن الزوجين أجريا اتصالات منذ سنة 2021 مع عميلين إيرانيَّين، ونفّذا مهمات متعددة لجمع معلومات استخباراتية لمصلحة إيران، وفي إطار ذلك، جمع المتهمان معلومات عبر صور فوتوغرافية وتسجيلات فيديو لمنشآت استراتيجية وبنى تحتية قومية. وشملت المواقع التي تم تصويرها مقر جهاز الموساد، والقنصلية المولدوفية في تل أبيب، ومناطق قريبة من قاعدة غليلوت، وشركة الكهرباء، وميناء حيفا، وملاجئ عامة في تل أبيب وغيرها، ونُقلت هذه المعلومات والصور عبر تطبيق "تلغرام" ذي تشفير خاص.
وفي قضية أُخرى، أعلنت النيابة الإسرائيلية العامة، أمس، أنها قدمت لائحة اتهام ضد شخص من سكان مدينة بني براك [وسط إسرائيل] بتهمة التجسس لمصلحة إيران. ووفقاً للائحة الاتهام، قام المتهم بمتابعة عالم نووي إسرائيلي، بناءً على توجيهات عملاء إيرانيين، بهدف تصفيته. وتشمل التهم الموجهة إليه التواصل مع عميل أجنبي، وتقديم معلومات للعدو، وعرقلة الإجراءات القضائية.
وجاء في لائحة الاتهام أن المتهم قام بتوثيق منزل وسيارة العالم النووي، من خلال استخدام كاميرا "غو برو"، وأرسل التسجيلات إلى وكيل إيراني لتعزيز خطة الاغتيال. بالإضافة إلى ذلك، أشعل حرائق في سيارات، وألقى أنابيب في الشوارع، ورسم عبارات غرافيتي، وعلّق مئات المنشورات التحريضية في تل أبيب ورمات غان، والتي تدعو إلى عصيان مدني.
وقال مسؤول رفيع المستوى في جهاز "الشاباك"، في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، إن جميع هذه القضايا تأتي ضمن سلسلة من العمليات التي تهدف إلى إحباط عمليات تجسُّس لمصلحة إيران، والتي تم كشفها في الأسابيع الأخيرة، حين تم اعتقال مواطنَين إسرائيليَّين جنّدتهما جهات استخباراتية إيرانية، ونفّذا مهمات لمصلحتها.
وأضاف أن التحقيقات تكشف مجدداً محاولات أجهزة الاستخبارات الإيرانية بشأن تجنيد واستغلال مواطنين إسرائيليين لدعم نشاطات تجسُّس و"إرهاب" داخل إسرائيل، وشدّد على أن أجهزة الأمن في إسرائيل، بما في ذلك "الشاباك" والشرطة، ستواصل العمل لرصد النشاطات الإيرانية، وستسعى لتطبيق العقوبات بصرامة على جميع المتورطين في مثل هذه النشاطات.