عندما يقول ترامب "Don’t"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • سيكون لعودة دونالد ترامب القريبة إلى القاعة البيضاوية في البيت الأبيض تداعيات بعيدة المدى على إسرائيل، وعلى الشرق الأوسط. ويمكن أن يتحقق العديد من الإنجازات الدبلوماسية، إذا عرفت إسرائيل كيف تتصرف بصدق وحكمة حياله.  ويجب أن نأخذ في حسابنا مواقفه من عدد من الموضوعات، مثل إنهاء الحرب وتحقيق السلام. ويتعين علينا أن نسمح له بمساعدتنا، مثلما ساعد الرئيس الأميركي جيمي كارتر مناحِم بيغن ذات مرة.
  • في كامب ديفيد (1979)، وعندما وصلت محادثات السلام بين مصر وإسرائيل إلى حائط مسدود، في ضوء مطالبة الرئيس المصري أنور السادات باقتلاع المستوطنات اليهودية، مثل مستوطنة يميت، والانسحاب من سيناء بأكملها. يومها، قال الرئيس بيغن: "لا أستطيع أن أفعل ذلك، وحكومتي لن توافق على ذلك قط ".
  • وكان من المحتمل أن تنتهي المحادثات عند هذا الحد، لو لم يتوجه وزير الدفاع، آنذاك، موشيه دايان إلى وسيط الرئيس كارتر ويقول له: "أريد منك أن تعلن استعداد الولايات المتحدة لوقف تقديم أيّ مساعدة إلى إسرائيل إذا لم تنسحب من سيناء كلها".
  • استجاب كارتر لطلب دايان، وهدد بإمكان وقف مساعدة إسرائيل علناً. وبفضل هذا الإعلان، نجح بيغن في إقناع حكومته بأن لا خيار آخر أمام الحكومة، وأن "الأميركيين قيّدوا يدي"، وكانت النتيجة اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل.
  • الآن، وبعد عودة ترامب إلى الرئاسة، من المتوقع حدوث مثل هذه الخطوة. ترامب يكره الحروب المكلفة، ويريد من إسرائيل إنهاء حربها ضد "حماس" وحزب الله قبل تاريخ تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير. وهو ليس أوباما، وليس بايدن. وعندما يقول ترامب Don’t مرة واحدة، من المؤكد أنه لن يكون في استطاعة نتنياهو معارضته. هناك كثيرون من الوزراء لا يريدون إنهاء الحروب، لكن نتنياهو، مثل بيغن قبله، يستطيع أن يقول لهم: "ماذا نفعل، الرئيس قيّد يديّ"، والحروب ستتوقف، والمخطوفون سيعودون إلى منازلهم. وستنتهي العملية بعملية سلام مع السعوديين. وهم سيكونون مستعدين لتوقيع اتفاقية، إذا وافقت إسرائيل على مناقشة "الطريق" إلى دولة فلسطينية. سيقول نتنياهو "حكومتي لن توافق قط على ذلك"، بعدها سيعطيه ترامب أمراً، وسيشرح لحكومته أن "الرئيس يقيّد يديّ". وفي مقابل الحديث عن "الطريق" التي لا تلزمنا بأيّ شيء، يمكن أن تحقق القدس السلام مع الرياض.
  • وعلى الرغم من الفرح بفوز ترامب في أوساط اليمين المتطرف، فإن هؤلاء نسوا معارضته ضم المنطقة ج إلى إسرائيل، ومعارضته البناء في المستوطنات من دون قيود، وأنه وقّع خطة سلام تستند إلى حل الدولتين. وسيكون صعباً، لا بل سيكون إقناع ترامب بالتخلي عن هذه السياسة مستحيلاً.
  • بعكس ذلك، من المتوقع أن يجبرنا على التخلي عن سياستنا. وكما تعلّم بيغن في كامب ديفيد، فإن مثل هذه الإمكانية ليست بالضرورة سيئة بالنسبة إلى إسرائيل.
  • وعلى الرغم من أن التاريخ قد لا يكرر نفسه، وأن ترامب ليس كارتر، ونتنياهو ليس بيغن، فإن تقييد اليدين أداة مهمة في الدبلوماسية.