على الرغم من تصاعُد حدة القصف في الشمال، فإن الاتصالات لا تزال مستمرة من أجل التوصل إلى تسوية مع لبنان. وضمن هذا السياق، جرى التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويقوم الوزير ديرمر بإنجاز التفاصيل الأخيرة. العقبة المركزية هي بين الولايات المتحدة ولبنان. وعلى الرغم من تبادُل المسودات، فإنه لا يزال هناك تحفظات لبنانية، والخلاف الأساسي هو بشأن إعطاء الجيش الإسرائيلي حرية العمل. في هذه الأثناء، يتواصل القتال في الشمال، ويشمل مناطق إضافية، وفي منتصف الليل تقريباً، جرى اعتراض مسيّرة جاءت من الشرق.
وأعرب مصدر مطّلع على الاتصالات عن تفاؤله بقرب التوصل إلى وقف إطلاق النار خلال يومين، وأسابيع على الأكثر. على هذه الخلفية، يمكن رؤية ارتفاع حدة القصف من طرف حزب الله الذي أطلق في الأمس 175 صاروخاً على الشمال، بينها 90 وصلت إلى الكريوت وحيفا خلال نصف ساعة. وفي إسرائيل، هناك مَن يقول إن حزب الله يريد تسجيل إنجازات أخيرة.
بالإضافة إلى التفاؤل، أرسلت إسرائيل رسالة تهديد إلى حزب الله، جاء فيها أن الحزب إذا رفض الشروط التي وُضعت لوقف إطلاق النار، فإن إسرائيل تنوي تكثيف هجماتها وتوسيع العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن يتضمن الاتفاق وثيقة جانبية على شكل ضمانة أميركية بأن تحتفظ إسرائيل بحقها في العمل إذا فشلت آليات معالجة انتهاكات الاتفاق. بالنسبة إلى لبنان، هذا الأمر إشكالي، لكن المحادثات في هذا الشأن لا تزال مستمرة. والتوقعات أنه إذا جرى إحراز تقدُّم، فإن الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين سيأتي إلى لبنان لتقديم الاتفاق، ومن المحتمل أن يحدث الأمر هذا الأسبوع.
ومن المفترض أن يلتقي الوزير ديرمر الموجود في واشنطن كبار المسؤولين في الإدارة من أجل إنهاء الاتفاق، وهو يحمل مكوناً إضافياً، على شكل ضمانات حملها معه من زيارته إلى موسكو. لن تتدخل روسيا بنفسها في لبنان، لكنها مستعدة لتقديم ضمانات لمنع تهريب السلاح من سورية إلى لبنان، وتطالب في المقابل بإخراج الشركات الروسية من القائمة الأميركية السوداء.
إذا وافقت الولايات المتحدة على ذلك، فيمكن حدوث اختراق، وسيتحول هذا الاتفاق إلى وثيقة دولية، إسرائيلية – لبنانية – أميركية - روسية. وسيكون للأمم المتحدة دور من خلال قوات اليونيفيل. ويعارض لبنان تغيير صلاحية قوات الأمم المتحدة، لكن يوجد إجماع بشأن ضرورة تحسين القرار 1701. وتقول أطراف إسرائيلية مطّلعة إنها لا تعتمد كثيراً على اليونيفيل في هذا الاتفاق، بل على الجيش اللبناني الذي تملك الولايات المتحدة نفوذاً كبيراً فيه، كما تعتمد على الجيش الإسرائيلي.