اغتيال حسن صياد خدياري يدل على أن النظام في طهران مخترَق استخباراتياً
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • الكولونيل حسن صياد خدياري الذي اغتيل أمس أمام باب منزله في طهران، هو أحد القادة الكبار في الوحدة 840 في الحرس الثوري الإيراني؛ ويمكن أن يكون قائد الفرقة السرية التي الغرض منها تنفيذ عمليات قتل وهجمات في الساحة الدولية، سواء في إطار الانتقام، أو إزالة مَن تعتبره طهران عدواً للثورة الإسلامية ونظام الملالي.
  • تجدر الإشارة إلى أن الهدف الأساسي للحرس الثوري هو الدفاع عن بقاء النظام وضرب أعدائه الأيديولوجيين. لهذا الغرض، أقامه آية الله الخميني منذ بداية الثورة الإسلامية، وهو اليوم يخضع مباشرة للمرشد الديني والسياسي الأعلى علي خامنئي.
  • في الأعوام الأخيرة عملت الفرقة 840 بقيادة وتوجيهات الخدياري، في الأساس للقيام باغتيالات في شتى أنحاء العالم ضد إسرائيليين ومؤسسات إسرائيلية، بهدف الانتقام لمقتل علماء ذرّة إيرانيين، والاغتيالات التي نسبها الإيرانيون ووسائل الإعلام الدولية إلى الموساد الإسرائيلي. وكان أبرز هذه الاغتيالات، التي يُعتبر الموساد مسؤولاً عنها، هو اغتيال العالم وأستاذ الفيزياء محسن فخري زاده في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، والذي يُعتبر "والد القنبلة النووية الإيرانية". وهو الذي بادر إلى تطوير السلاح النووي، وتركيبه على رأس صاروخ يمكنه الوصول إلى إسرائيل. لذلك، كانت إسرائيل تعتبره الشخصية الأكثر خطراً من بين علماء ومدراء البرنامج النووي الإيراني.
  • اغتيل فخري زاده قبل أن ينهي البرنامج النووي الذي ترأسه، ولقد توعد آيات الله وقادة الحرس الثوري الإيراني بالانتقام لمقتله، وحتى الآن، لم ينجحوا في ذلك، على الرغم من المحاولات المتكررة. الذي كان مكلفاً بالانتقام لمقتل فخري زادة هو حسن خدياري. في العامين الأخيرين، حاول أكثر من مرة وفشل بفضل المعلومات الاستخباراتية النوعية لدى الموساد، ويقظة الشاباك، وحماية المؤسسات الإسرائيلية في الخارج، والتعاون مع أجهزة الاستخبارات والحماية الأجنبية.
  • كان الأسلوب المفضّل لدى الخدياري ورجاله اغتيال أهداف من دون أن يتركوا بصمة إيرانية. ولقد ورّطت الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري أكثر من مرة النظام في طهران، في الماضي على الساحة الدولية عندما نفّذوا هجمات في أوروبا (برلين)، وفي أميركا الجنوبية (بوينس إيريس)، وفي آسيا (تايلند)، وجزء من هذه الاغتيالات فشل وأضرّ بصورة إيران وعلاقاتها الاقتصادية والدولية.
  • قد يكون هذا السبب هو الذي دفع الكولونيل خدياري إلى استخدام أسلوب جديد. في الأعوام الأخيرة، لم يكن منفّذو الاغتيالات من المواطنين الإيرانيين، بل من الأجانب. وهم عموماً مجرمون محليون وقتلة مأجورون يستأجرهم عملاء الوحدة 840 لتنفيذ مهمة القتل.
  • أراد الإيرانيون الانتقام من إسرائيل بواسطة الاغتيالات الخارجية، رداً على الاغتيالات التي نُسبت إلى الموساد، ليس فقط ضد عاملين في البرنامج النووي، بل أيضاً، رداً على مقتل ضباط رفيعي المستوى في الحرس الثوري نتيجة عمليات نُسبت إلى الجيش الإسرائيلي ضمن إطار المعركة بين الحروب في سورية. هؤلاء الضباط ساعدوا حزب الله والسوريين على التزود بسلاح دقيق، أو عملوا على إقامة جبهة ضد إسرائيل في سورية بالتعاون مع الميليشيات الشيعية الموالية لإيران.
  • من محاولات اغتيال أشخاص أو استهداف مؤسسات إسرائيلية، كان الخدياري ورجاله مسؤولين عنها في الأعوام الثلاثة الأخيرة، يمكن أن نعدد هجمات ضد إسرائيليين في تنزانيا وغانا والسنغال، والهجوم على مؤسسة إسرائيلية في العاصمة الكولومبية بوغوتا، وهجوم في قبرص ضد شركات هاي - تك وتجار إسرائيليين، وهجوم في جورجيا، وهجوم على سفارة إسرائيل في عاصمة أذربيجان باكو. بالإضافة إلى ذلك، جرت محاولة لاغتيال القنصل الإسرائيلي في إستانبول.
  • ليس من المستغرب أنه بعد سنوات من عمل الخدياري كقائد للوحدة 840 في الحرس الثوري أن تصل أطراف في الشرق الأوسط إلى خلاصة أنه لا يمكن بعد اليوم الاكتفاء بالدفاع والإحباط وتعطيل العمليات التي يقوم بها رجاله. والتخوف من أن يستطيع في يوم من الأيام خداع الموساد والشاباك وأجهزة الاستخبارات، وأن ينجح في تنفيذ عملية خطّط لها. من المعقول الافتراض أنه من أجل الحد من هذا الخطر، قُرِّر توجيه ضربة استباقية واغتيال الكولونيل أمام باب منزله.
  • ... اغتيال المسؤول الرفيع المستوى في الحرس الثوري هو الأول الذي ينسبه الإيرانيون الى الموساد بعد اغتيال فخري زاده. يمكن الافتراض أن هذا يدل على سياسة جديدة وافق عليها نفتالي بينت ووزير الدفاع بني غانتس ووزير الخارجية يائير لبيد مع القيادة الأمنية. بموجب هذه السياسة، من الخطأ السماح للإيرانيين بمحاربتنا بعيداً عن حدودهم، بواسطة وكلاء موجودين في دول تحيط بإسرائيل. بهذه الطريقة، يستطيع الملالي إلحاق الأذى والخسائر بإسرائيل، وردعها عن المسّ ببرنامج السلاح النووي، من دون أن يدفعوا الثمن. من هنا، كانت الفكرة في نقل الحرب إلى أراضيهم- وليس فقط فيما يتعلق بتعطيل وعرقلة برنامج السلاح النووي، بل أيضاً فيما يتعلق بالحرب التقليدية التي تخوضها إيران ضد إسرائيل.
  • يؤكد الإيرانيون، علناً، أنهم سينتقمون لمقتل الخدياري ويمكن الافتراض أن الوحدة 840 وأطراف أُخرى في الحرس الثوري وفي الاستخبارات الإيرانية سيبذلون كل ما في وسعهم لتنفيذ التهديد.
  • من المعقول الافتراض أن ما نشرته إيران بشأن الكشف عن شبكة تجسّس إسرائيلية هي محاولة من الحرس الثوري لتغطية الحرج الذي تسببت به عمليات التعطيل والإحباط الناجحة التي تقوم بها جهات أجنبية في داخل أراضيهم. لم ينجح الإيرانيون في وقف هذه العمليات التي تدل مرة أُخرى على مدى اختراق النظام في إيران والحرس الثوري استخباراتياً، وتعرُّضهم للهجوم في عقر دارهم، الأمر الذي يقوض هيبة الملالي وقدرتهم على السيطرة على مواطنيهم.

 

 

المزيد ضمن العدد 3795