تقرير: "حماس" تحذّر إسرائيل من السماح بإجراء "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة في القدس الشرقية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إسرائيل من السماح لناشطين يمينيين إسرائيليين بإجراء "مسيرة الأعلام"، احتفالا بـ"يوم القدس" في البلدة القديمة في القدس الشرقية الأسبوع المقبل، وذلك بعد مرور عام على قيام "حماس" بإطلاق صواريخ في اتجاه القدس خلال تنظيم مثل هذا الحدث في آخر مرة.

وقال هنية في سياق خطاب عبر الفيديو ألقاه أمام حشد من مؤيدي "حماس" في قطاع غزة أمس (الأحد): "إنني أحذر العدو من الإقدام على مثل هذه الجرائم ومثل هذه الخطوات. إن الشعب الفلسطيني، وفي مقدمته المقاومة، وفي القدس وفي الضفة على وجه الخصوص، لا ولن يقبل بتمرير هذه الخزعبلات اليهودية. إن قرارنا واضح، لا تردُّد ولا تلعثُم فيه. سنواجه بكل الإمكانات، ولن نسمح مطلقاً باستباحة المسجد الأقصى، أو العربدة في شوارع القدس".

وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بار ليف [العمل] أعلن الأسبوع الماضي أن المسيرة المذكورة ستُنظّم بنفس الطريقة كما نُظّمت في الأعوام الماضية. وبحسب الخطة التي صادق عليها بار ليف، سيسير المشاركون في المسيرة عبر شارع يافا إلى باب العامود، حيث سيتم حظر وصول الفلسطينيين، وسيواصلون سيرهم إلى داخل البلدة القديمة عبر شارع "هغاي" في الحي الإسلامي، وصولاً إلى الوجهة النهائية عند حائط المبكى [البُراق].

ويحتفل ناشطو اليمين، ولا سيما من التيار الصهيوني الديني، بـ"يوم القدس"، إحياءً لذكرى استيلاء إسرائيل على البلدة القديمة والقدس الشرقية في حرب حزيران/ يونيو 1967.

هذا، وتبعت خطاب هنية تصريحات أدلى بها ناطق ملثّم باسم "الغرف المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" التي تضم "حماس" أيضاً، ووقف بجواره أربعة مسلحين، هدّد خلالها هو أيضاً إسرائيل بسبب "مسيرة الأعلام". وقال هذا الناطق: "إن شعبنا لن يسمح بالمطلق بكسر قواعد الاشتباك والعودة إلى مربع الاستفزازات".

وتأتي مسيرة هذا العام في خضم توترات متصاعدة بين إسرائيل والفلسطينيين، فمنذ 22 آذار/مارس الفائت، هزت موجة من العمليات الدامية عدة مدن إسرائيلية، وأسفرت عن مقتل 19 إسرائيلياً. وخلّفت العمليات الأمنية الإسرائيلية المضادة في مناطق الضفة الغربية 30 قتيلاً فلسطينياً على الأقل خلال الفترة نفسها، وكان عدد منهم مسلحين شاركوا في معارك بالأسلحة مع الجنود الإسرائيليين، أو في اشتباكات عنيفة، بينما كان آخرون مدنيين عزّل، من بينهم مراسلة قناة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة، التي أثار مقتلها في منطقة جنين حملة استنكار دولية. وتداخل العنف مع شهر رمضان الذي شهد اشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية عدة مرات في الحرم القدسي.

ومع وصول التوترات إلى ذروتها في نيسان/أبريل الفائت، سعى ناشطون يمينيون إسرائيليون لتنظيم "مسيرة أعلام" مستوحاة من الحدث الذي يُنظَّم في "يوم القدس"، وقد هددت "حماس" بالرد بعنف في حال إجراء المسيرة. ومنعت الشرطة الإسرائيلية بالقوة المشاركين في المسيرة، ومن ضمنهم عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، من الوصول إلى البلدة القديمة عبر باب العامود.

ونُظِّمت "مسيرة الأعلام" العام الفائت في وقت شهد تصعيداً حاداً في التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس. وخلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، اشتبكت الشرطة الإسرائيلية بشكل متكرر مع الفلسطينيين في الحرم القدسي، الأمر الذي أسفر عن إصابة عشرات الأشخاص. كما كان هناك توتر بشأن عمليات إخلاء محتملة للفلسطينيين من حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية. وغيرت السلطات الإسرائيلية مسار مسيرة 2021 قبل ساعة من موعدها، بعد تهديدات حركة "حماس"، وانتشرت الشرطة في أنحاء البلدة القديمة، في محاولة لمنع المشاركين الإسرائيليين في المسيرة من الوصول إلى باب العامود. لكن مع ذلك، أطلقت "حماس" صواريخ في اتجاه القدس خلال المسيرة، وسُمع دويّ صفارات الإنذار في جميع أنحاء المدينة، وهو ما دفع المشاركين إلى الجري، بحثاً عن أماكن للاختباء. وتسبب إطلاق الصواريخ بإشعال حرب استمرت 11 يوماً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وتعهدت "حماس" في ختامها بعدم السماح لإسرائيل بتكرار هذه المسيرة السنوية.

 

 

المزيد ضمن العدد 3795