إسقاط الحكومة كان مهمة كبيرة على عاتق مبتدئة مثل ريناوي – زعبي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • الإعلان الرسمي لرئيس الحكومة المناوب يائير لبيد وعضو الكنيست غيداء ريناوي - زعبي بشأن عودتها إلى حضن الائتلاف، لن يُذكَر كحدث سياسي مؤسس في منظومة العلاقات بين العرب واليهود في الدولة. منذ اللحظة الأولى لإعلان ريناوي - زعبي نيتها ترك الائتلاف، كان السؤال المركزي الذي يحوم في الجو هو: إلى متى سيستمر ذلك؟ المجتمع العربي صغير وواعٍ، وكل مَن يريد التدخل في شؤونه العامة لا يستطيع أن يبيع أوهاماً وقتاً طويلاً.
  • منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أنه ليس لدى ريناوي - زعبي أدوات ضغط يمكنها أن تُخضع الحكومة، وليس لديها تجربة سياسية كبيرة، أو آلية غنية، أو أيديولوجيا صلبة يمكن أن تساعدها على قيادة عملية دراماتيكية من أجل إسقاط حكومة في إسرائيل. كل مَن يعرف ريناوي - زعبي يدرك أنها في الواقع تريد لفت أنظار وسائل الإعلام. وبحثت عن منصة تلفزيونية كي تتحدث عن نفسها، وعن أيديولوجيتها كامرأة عربية. وقد حصلت على ما تريده، وتحولت إلى شخص مطلوب من وسائل الإعلام.
  • لكن بعد مرور 24 ساعة، أدركت أن هذا الأمر كبير عليها، وليس في مقدورها القيام بخطوة يمكن أن تسجَّل في كتب التاريخ، وأن يسجَّل اسمها بأنها هي التي أسقطت حكومة ومنعت يائير لبيد من تولّي رئاسة الحكومة، ودمرت حركة ميرتس، وألحقت ضرراً شديداً بالقائمة العربية الموحدة (راعام)، وأثّرت في الزيارة المنتظرة للرئيس الأميركي جو بايدن. حتى السياسي المحنك وصاحب الخبرة كان سيفكر ملياً قبل أن يأخذ على عاتقه مثل هذه الخطوة.
  • بدأ تراجُع ريناوي - زعبي ظهر يوم السبت، مع وصول رئيس راعام منصور عباس إلى فيللتها في الجليل. الشخص الذي كان قبل أسبوع يتعرض لضغط هائل من حزبه، ومن جمهور ناخبيه، من أجل الانسحاب من الحكومة، جاء من أجل إيجاد تسوية وتخفيف التوتر. وبعد أن عرّض نفسه للخطر وسط جمهور ناخبيه من أجل صمود الحكومة، لم يكن مستعداً لقيام مبتدئة في الحياة السياسية بتدمير هذه الشراكة. الرسالة التي وجهها إلى أعضاء حزبه بعد الاجتماع هي: المضي قدماً.
  • بعده دخل إلى الصورة وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج، العضو في حزب ريناوي - زعبي. قرر فريج تجنيد عدد من رؤساء السلطات المحلية لممارسة ضغط عليها، وعلى رأسهم رئيس بلدية الناصرة علي سالم، الذي استقبل ريناوي - زعبي قبل بضعة أيام فقط في زيارة تعاون، وأثنى عليها.
  • شارك في الضغوط ممثلون عن المجتمع المدني، في الأساس الذين يدعمون التعايش بين اليهود والعرب. قال لها مسؤول رفيع المستوى من إحدى الجمعيات: "حذار، هذا قد يجر كارثة على الجميع". مطّلعون على الموضوع قالوا إن جهات خارجية، في الأساس منظمات يهودية في الولايات المتحدة حاولت أن تفهم من فريج ومن آخرين إلى أين تتجه الأمور. الجواب المطمئن الذي حصلوا عليه عشية يوم السبت كان "كل شيء على ما يرام".
  • حتى في المعارضة، فهموا بسرعة كبيرة أن ريناوي - زعبي لن تصمد، عندما حاولوا جسّ نبضها بشأن حل الكنيست. "صوتي مع حل الكنيست في القراءة الأولى، وبعدها نرى"، شجعها أحد أعضاء القائمة المشتركة. لكنها رفضت، وشرحت موقفها: "حتى لو صوتت بالقراءة الأولى، فإنه سيكون لذلك تأثير ظاهرة الدومينو، وسينهار برج الأوراق".
  • يوم السبت كانت الأمور على وشك الانتهاء. وقضى الاتفاق بأن تقدم ريناوي - زعبي مطالب، في الأساس مدنية واقتصادية، ولبيد سيوافق عليها. الميزانيات التي تضمنها الاتفاق هي تلك التي جرت الموافقة عليها في قرار الحكومة 550، لتقليص الفجوات في المجتمع العربي. وسيكون لزعبي الفضل في أنها سرّعت تحقيق الخطة وأزالت حواجز.
  • أمس انشغلوا في إصدار بيان لإنهاء الأزمة، ولهذه الغاية دُعيَ رؤساء سلطات عربية. وأرادوا في الائتلاف إعطاء الوضع مظهراً رسمياً وعاماً، لكن في نظر المجتمع العربي، ما جرى له علاقة بتقاليد الثقافة العربية: عندما تختلف امرأة مع زوجها وتعود إلى منزل عائلتها، يتدخل أشخاص وشخصيات محترمة للصلح. وهذا ما حدث أمس، عادت المرأة إلى حضن عائلتها.

 

 

المزيد ضمن العدد 3795