الخروج من العتمة إلى النور: تعزيز العلاقة بين إسرائيل والمغرب هو فرصة تاريخية
تاريخ المقال
المصدر
- العلاقات بين إسرائيل والمغرب تحتوي في طياتها على عدة طبقات. الطبقة الأولى ثقافية. يتعامل الشعب المغربي مع يهود المغرب كجزء لا يتجزأ منه. كل مغربي التقيته خلال زيارتنا الأخيرة إلى هناك قال لي إن "دولتنا هي دولة سلام" - ظاهرة استثنائية وتستحق الإشادة، في منطقة تتضمن الشرق الأوسط والحوض الشرقي للبحر المتوسط وشمال أفريقيا والخليج العربي. أكثر من ذلك، كان بارزاً غياب العداء العلني في علاقة الشعب المغربي بإسرائيل، وذلك على خلفية تطوير العلاقات الودية والاحترام من جانب الملك الراحل الحسن الثاني وابنه الملك الحالي.
- كما هو معروف، المغرب دافع عن رعاياه اليهود خلال الحرب العالمية الثانية في وجه نظام فيشي الفرنسي المتعاون مع النازيين، ورفض بشدة تسليم اليهود الموجودين على أراضيه. في حرب 1948 أرسل المغرب قوات عسكرية لمحاربة إسرائيل، لكنه واصل الدفاع عن اليهود الموجودين على أراضيه، على الرغم من حالة الحرب التي كانت قائمة حينها بين الدولتين. في التسعينيات أُقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، والتي أُلغيت خلال الانتفاضة الثانية، لكن على الرغم من قطع العلاقات الرسمية، فإن التعاون بين الدولتين استمر من خلال دولة ثالثة.
- الزيارة التي قام بها وزير الدفاع بني غانتس إلى المغرب هي بمثابة خروج من الظلمة إلى النور بشأن كل ما له علاقة بالعلاقات بين الدولتين في المجال الأمني. المغرب يواجه اليوم صراعاً على الصحراء في مواجهة جارته الجزائر التي تنافسه على الهيمنة الإقليمية. إسرائيل التي لا تمتلك موطىء قدم قوياً في شمال أفريقيا ستخرج رابحة من تعزيز العلاقات مع المغرب. وهذه العلاقات يمكن أن تُعزَّز في ضوء تحوُّل العلاقة بين الدولتين إلى علاقة رسمية.
- أهمية زيارة من هذا النوع لأول وزير دفاع إسرائيلي إلى الأراضي المغربية برزت أكثر مع سير ضباط رفيعي المستوى بالبزة العسكرية مع الوزير جنباً إلى جنب، وبصورة علنية. كما حظيت الزيارة بتغطية وسائل الإعلام المحلية، وتُوجّت بالنجاح.
- الآن، من واجبنا ضخ مشاريع ثقافية واقتصادية وتجارية في هذه العلاقات كي يشعر الشعبان، المغربي والإسرائيلي، بثمار السلام؛ كما يجب الحرص على العمل المشترك بشأن كل ما له علاقة بالسماح لآلاف المغاربة الراغبين في زيارة إسرائيل.
- يتعين على دولة إسرائيل زيادة عدد موظفيها فوراً في القنصلية في الرباط وعدم تضييع الفرصة التاريخية. في المقابل، يجب الاستعداد عندما يجري فتح الأجواء أمام السياح الأجانب، لاستقبالهم في المطار بلطف، وبالإضافة إلى التفتيش الأمني المطلوب، يجب علينا استقبالهم بأذرع مفتوحة ومعاملتهم بالمثل. إن الفرصة السانحة ليست كبيرة، وهي في نهاية الأمر تشكل موطىء قدم لنا في القارة الأفريقية المهمة جداً، والتي قلما اهتممنا بها.