•كان من المفروض أن يؤدي فشل مفهوم أوسلو إلى تفكير متجدد، وإلى مفهوم جديد لإدارة النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، لكن الطرفين يذهبان إلى مؤتمر أنابوليس كما لو أنه لم يحدث شيء في الأعوام الأربعة عشر الفائتة، وكما لو أننا لم نتعلم شيئاً بعد مرور أكثر من مئة عام على قيام الحركة الصهيونية.
•لقد فشل مفهوم أوسلو بسبب الرفض الفلسطيني للاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية مستقلة، ويعني هذا أن هدف الفلسطينيين هو إقامة دولة على أنقاض دولة إسرائيل لا في حدود 1967. وهذا هو الدافع وراء الإصرار الفلسطيني على "حق العودة" وعلى عدم الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
•إن الذين يحاولون أن يطمسوا هذه الحقيقة الأساسية يعزون فشل أوسلو، بصورة تضليلية، للتلكؤ الإسرائيلي في تنفيذ الاتفاق، ولاغتيال يتسحاق رابين، ولشرط التبادلية الذي دعا إليه بنيامين نتنياهو، ولانعدام الانسجام بين إيهود باراك وياسر عرفات، ولردّة الفعل الإسرائيلية الحادة على العمليات الإرهابية بعد أيلول/ سبتمبر 2000 [تاريخ اندلاع الانتفاضة الثانية]، علاوة على الحواجز والمستوطنات وما شابه ذلك.
•منذ البدء بتنفيذ اتفاق أوسلو سنحت لإسرائيل بضع فرص للعمل على تغيير هذا المفهوم، لكن هذه الفرص كلها ضاعت نتيجة الجدل الداخلي بشأن جوهر المشكلة، ونتيجة صعوبة إقدام الذين ابتدعوا هذا المفهوم على الاعتراف بأنهم ارتكبوا خطأ. وقد كانت الفرصة الأخيرة هي سيطرة حماس على قطاع غزة بعد الانفصال [الأحادي الجانب].
•إن الانشغال بقضايا الحلّ الدائم يمكن الفلسطينيين بأن يتهربوا من مسؤوليتهم عن الفشل، ويعفيهم من الاهتمام بالإصلاحات الداخلية التي لا يوجد احتمال لتغيير الوضع من دونها، ويضع العبء على عاتق إسرائيل. لذا فإن المفهوم الذي فشل في أوسلو سيمنى بالفشل مرة أخرى في أنابوليس.