•لم يبق هناك أي حاجة إلى "خفض التوقعات" من مؤتمر أنابوليس، إذ لم تبق منه توقعات يمكن خفضها. وقد قامت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، التي بذلت ما في وسعها للوصول إلى هذا الوضع، بالتأكد من هذه النتيجة خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، يوم الأربعاء الماضي (21/11/2007).
•غير أن المسؤولين في مكتب تنسيق الأنشطة في المناطق [المحتلة] لا يوافقون على التوقعات المتشائمة بشأن أنابوليس التي يبديها بعض أجهزة المؤسسة الأمنية. مثلاً عندما زعم جهاز الأمن العام (شاباك) أن محمود عباس سيذهب إلى مؤتمر أنابوليس كي يصر على مبادئ [الحل الدائم]، مثلما فعل ياسر عرفات [في مؤتمر كامب ديفيد عام 2000]، الأمر الذي سيؤدي إلى تفجيره، أبدى هؤلاء المسؤولون استغرابهم هذا الزعم، إذ أن عباس الذي يعرفونه لا يقدم على تصرفات كهذه.
•مسؤولون كبار في المكتب المذكور يصفون عباس بأنه أفعى سياسية، وفنان في خوض صراع البقاء، وفي التظاهر بالضعف، كي يدفع برامجه قدماً. ولا يسقطون من حسابهم أن يعود أبو مازن إلى رام الله وقد تعززت قوته بعد أنابوليس، إذ سبق له أن حصل على مركبات مدرعة وتم الإفراج عن بعض الأسرى، وربما تمكنه الأقوال أو الأفعال التي سترافق المؤتمر من تكريس الشعور العام بأنه الشخص الوحيد الذي في إمكانه أن يحقق إنجازات، ولو ضئيلة، للشعب الفلسطيني، وأن يحظى بشرعية دولية.
•بحسب ما يقوله هؤلاء المسؤولون، على إسرائيل أن تساعد فتح على تعزيز قوتها تمهيداً للمعركة الكبرى [المقصود مع حماس]. ويمكن فعل ذلك باتخاذ إجراءات تبعث الأمل في نفوس الفلسطينيين، مثل إقامة مشاريع اقتصادية وتحسين نوعية الحياة وإزالة بعض الحواجز العسكرية. كما أن في إمكان إسرائيل أن تتفق مع الفلسطينيين على إطلاق سراح بعض الأسرى بصورة تدريجية، بمعدل بضع مئات في كل شهر.