من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· قبل ثمانية أسابيع من أداء الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، اليمين الدستورية، بدأت تتضح معالم برنامجه السياسي لتسوية النزاع الإسرائيلي ـ العربي. وفي الإمكان أن نستخلص هذه المعالم من تعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية الأميركية قريباً، ومن التقارير التي تحدثت عن قيام أوباما بدراسة احتمال تعيين الجنرال في الاحتياط جيمس جونز مستشاراً لشؤون الأمن القومي، ومن اعتماده على نصائح الجنرال في الاحتياط برانت سكوكروفت، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارتَي الرئيسين جيرالد فورد وجورج بوش الأب.
· وأول من أمس، نشر سكوكروفت، بالاشتراك مع بريجينسكي الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس جيمي كارتر، مذكرة علنية موجهة إلى الرئيس الأميركي المنتخب في صحيفة "واشنطن بوست"، يمكن اعتبارها بمثابة مسودة أولية لـ "برنامج أوباما". ويبدو أن كليهما يعبران عن إجماع واسع في صفوف الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
· تدعو هذه المسودة أوباما إلى إيلاء السلام الإسرائيلي ـ العربي أولوية خاصة. وعلى الرغم من أنها لا تذكر أسماء محددة، إلا إنها تعكس، بصورة واضحة، محاولة من أجل التأثير في نتائج الانتخابات العامة في إسرائيل [التي ستجري في 10 شباط/ فبراير 2009] لمصلحة المرشَحين المعتدلَين تسيبي ليفني [رئيسة كاديما] وإيهود باراك [رئيس العمل]، وضد بنيامين نتنياهو [رئيس الليكود].
· تتضمن المسودة أربع نقاط يتعين على أوباما، بحسب رأي سكوكروفت وبريجينسكي، أن يعلن على وجه السرعة أنه يتمسك بها. وهذه النقاط هي: ـ خطوط حزيران/ يونيو 1967 مع تعديلات طفيفة متبادلة ومتفق عليها؛ ـ تعويض اللاجئين الفلسطينيين بدلاً من تطبيق حق العودة؛ ـ تكون القدس عاصمة لكل من الدولتين؛ ـ إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح. وتقترح المسودة أيضاً نشر قوة دولية، قد تكون من حلف شمال الأطلسي، من أجل الحفاظ على السلام وحماية إسرائيل وتدريب القوات الفلسطينية.
· يؤكد معدّا المسودة أن إسراع الرئيس الأميركي المنتخب في إعلان تبني هذه المبادئ الأربعة ربما يؤدي إلى اعتدال "حماس" واشتراكها في العملية السياسية، الأمر الذي قد يسفر، حتى العاشر من شباط/ فبراير المقبل [موعد الانتخابات الإسرائيلية العامة]، عن حدوث انطلاقة سياسية "تتيح للشعب أن يقول كلمته بشأن مستقبل بلده".
· إن النقاط الأربع المذكورة مشابهة للمبادرات العربية، مع فارق مهم واحد، هو حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لموقف إسرائيل. وفي حالة إطلاق أوباما مبادرة تشمل هذه النقاط فلن تشكل عبئاً على هيلاري كلينتون، إذا ما تم تعيينها وزيرة للخارجية في إدارته. وقد سبق أن أكدت كلينتون، في سياق مقال نشرته قبل عام في مجلة "فورين أفيرز"، أن "العناصر الرئيسية للاتفاق الدائم [بين إسرائيل والفلسطينيين] كانت معروفة منذ سنة 2000"، أي منذ أن نشر زوجها بيل كلينتون، عندما كان رئيساً للولايات المتحدة، خطته [للسلام الإسرائيلي - الفلسطيني]، التي شملت: إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في مقابل الإعلان عن نهاية النزاع؛ الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود؛ توفير ضمانات لأمن إسرائيل؛ الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل وتسوية علاقاتها بالدول العربية.