· على الرغم من أن الولايات المتحدة وإسرائيل تبدوان متفقتين، ظاهرياً، على معارضة امتلاك إيران سلاحاً نووياً، إلا إن هناك فارقاً كبيراً بين موقف كل منهما.
· الفارق الأول بين الطرفين يتعلق بتقدير الوقت الذي سيصبح في إمكان إيران خلاله أن تملك قدرة عملانية كاملة [لإنتاج قنبلة نووية]. فالحديث في إسرائيل هو على سنة 2010، في حين أن الحديث في الولايات المتحدة هو بين سنتي 2012 - 2015.
· أما الفارق الثاني فيتعلق بالخلاف بشأن وجود خطة تسلح إيرانية تتيح إمكان تحويل اليورانيوم المخصب إلى قنبلة نووية. فقد نشرت الاستخبارات الأميركية، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، تقريراً شاملاً جاء فيه أن إيران تخلت عن هذه الخطة منذ سنة 2003، لكن إسرائيل أكدت أن هذه الخطة مستمرة، وأن الإيرانيين يخفونها عن الأنظار.
· غير أن المشكلة الحقيقية الآن تظل كامنة في الفجوة الآخذة في الظهور بين الموقف الإسرائيلي، وبين السياسة الجديدة التي قد تتبعها إدارة [الرئيس الأميركي] باراك أوباما، بشأن موضوع تخصيب اليورانيوم.
· إن السؤال الذي يتعين على رئيس الحكومة الإسرائيلية [بنيامين نتنياهو] أن يطرحه على أوباما لدى أول لقاء بينهما هو: هل إن قولك أنك ستمنع إيران من امتلاك سلاح نووي يعني أنك ستتصدى لها في أثناء مرحلة تخصيب اليورانيوم، كما أعلنت الإدارة الأميركية السابقة، أم إنك تنازلت عن هذا أيضاً؟
· في حال تعهد أوباما بأن يمنع الإيرانيين من تخصيب اليورانيوم، فإن ذلك سيكون إنجازاً مهماً. لكن ما يجب مراعاته هنا هو أن الأقوال وحدها لن تكون كافية، بل يتعين عليه أن يعمل فوراً على إقامة تحالف دولي مع روسيا والصين.
· أمّا في حال عدم تحقق ذلك، فإن إسرائيل ستكون مضطرة، خلال سنة 2009 الحالية، إلى أن تختار بين بديلين أحلاهما مرّ: إمّا التسليم بواقع امتلاك إيران سلاحاً نووياً، وإمّا أن تحاول منع ذلك بقواها الذاتية.