إما القبول بالاتفاق الموقت أو انهيار المفاوضات
تاريخ المقال
المصدر
- لا يبدو أن الولايات المتحدة ستتراجع عن مساعيها، وها هو جون كيري يعود اليوم إلى المنطقة لمواصلة هذه المساعي، وهو لا يفعل ذلك لوحده، بل بدعم كبير من الرئيس باراك أوباما.
- تدّعي مصادر سياسية إسرائيلية أن الأميركيين لم تُفاجئهم المعارضة الفلسطينية للخطة الأمنية التي بلورتها واشنطن. وهم وجدوا في رفض أبو مازن لها فائدتين: الأولى أنها تسمح للإدارة بالوقوف في صف واحد مع إسرائيل بعد الشرخ الذي أثاره الاتفاق مع إيران؛ والفائدة الثانية، أنه عندما سيقبل أبو مازن مبادئ المقاربة الأمنية الأميركية، سيكون من الصعب على إسرائيل رفضها.
- يقول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه (بوغي) يعلون إنهما لن يقبلا باستبدال سيطرة الجيش الإسرائيلي على مناطق واسعة على طول نهر الأردن، بوسائل تكنولوجية للاستشعار عن بعد. لكن عندما يظهر أن الاقتراح يقضي باستمرار هذه السيطرة 15 عاماً، سيكون من الصعب على إسرائيل الاصرار على رفضها، ولا سيما أن واشنطن تعرف أن عمان تتخوف أكثر من إسرائيل من امكانية انتشار الفلسطينيين على طول نهر الأردن.
- تنقسم الخطة الأميركية إلى قسمين: قسم أمني وآخر سياسي. الجزء الأمني يناسب إسرائيل أكثر ولهذا سيُطرح أولاً في الجولة الحالية من المفاوضات. صحيح أن هذا الجزء يتضمن عناصر ليست مقبولة حتى الآن من قبل طرفي المفاوضات لأسباب مختلفة، لكنه يتضمن ما يكفي من البنود التي تلائم القدس ورام الله. قد تثير مناقشة هذا الجزء غضب الطرفين، لكن ذلك لن يؤدي إلى انهيار المفاوضات.
- من المهم ملاحظة ان الطابع الموقت للخطة الأميركية يعزز الافتراض السائد بأن واشنطن تدرك أن التوصل إلى اتفاق شامل في هذه المرحلة أضغاث أحلام. وفي الواقع يحمل النقاش الأمني رياح اتفاق موقت، وكل من لا يزال لا يشعر بذلك سيتأكد من هذه الحقيقة عندما يطرح على النقاش الجزء السياسي للخطة الذي قد يشكل خطراً على الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بتركيبته الحالية.
- مما لا شك فيه أن الجولة التي ستبدأ اليوم مع زيارة كيري، ستقرّب الطرفين للمرة الأولى من وضع يحتم عليهما التطرق إلى التنازلات التي سيقدمانها. وهذه المرة الأولى التي لن يكون في إمكانهما التمسك بصيغ عامة، وسيكون عليهما بضغط من أميركا (ومن أوروبا التي تقف وراءها) التكلم عن المكاسب، وعن الجوهر والأساس.
- ربما هذا ما يفسر التوتر الكبير الذي يسود الأطراف الثلاثة للمفاوضات، والذي قد يدفعهم إلى التفكير بالمضي نحو اتفاق موقت، لا نحو اتفاق سلام دائم.
- إن التوتر الشديد يمكن أن يؤدي إما إلى التوجه نحو اتفاق جديد، أو انهيار كامل للمحادثات.