إسرائيل تفتقر إلى هيئة مدنية تتولى مواجهة الأخطار الكبيرة المتربصة بها بوسائل غير عسكرية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       يشكل الجيش الإسرائيلي، منذ عشرات الأعوام، الذراع التنفيذية الوحيدة للحكومات الإسرائيلية التي كان همها الأساسي منحصراً في البحث عن هيئة تتحلى بأكبر قدر من المسؤولية، وعن أشخاص يقومون بتنفيذ أي مهمة تلقى على عاتقهم. وقد أسفر هذا الوضع عن حدوث تشويه في طرق التفكير وإيجاد الحلول، وكذلك عن واقع أن المشكلات كلها تقريباً يجري حلها بطريق القوة.

·       ويمكن القول إنه لم يكن لدى إسرائيل، وعلى ما يبدو لن يكون لديها، ذراع تنفيذية لا تقوم بإطلاق النار أو بأعمال القتل. ولعل هذا الواقع هو ثمن 62 عاماً من العداء وانعدام الأمن. وفي المقابل، لا يوجد في إسرائيل هيئة سلطوية واحدة تفكر بصورة مغايرة لتفكير الجيش، ويمكن أن تعمل بصورة مختلفة وتكسب قلوب العالم. ولذا، فإن الكل ـ الدولة والحكومات كافة ـ يرقص على أنغام الجيش الإسرائيلي.

·       في ظل الأوضاع السياسية الحالية، لا يمكن أن نتغاضى عن سلاح نزع الشرعية الموجّه ضد إسرائيل، والذي جعل العالم كله يقف ضدنا. وفي الوقت نفسه، فإننا نواجه خطراً مصيرياً آخر هو خطر الجهاد الإسلامي العالمي، فضلاً عن خطر القنبلة النووية التي تقوم إيران بإنتاجها. ولا شك في أن مواجهة هذه الأخطار كلها تستوجب إقامة هيئة قيادة شبيهة بهيئة أركان الجيش، لكن من دون بزات عسكرية، تتولى الرد على حرب الجهاد الإسلامي العالمي وحملة نزع الشرعية العابرة للقارات، وذلك عن طريق الوصول إلى قلوب مليارات بني البشر من أجل قلب الأوضاع رأساً على عقب.

لقد سبق أن اقترح أوري أفينيري [أحد قادة حركة السلام الإسرائيلية]، قبل عشرات الأعوام، إقامة "هيئة أركان عامة بيضاء"، ولا يجب رفض أي اقتراح لمجرد كونه من بنات أفكار أفينيري. ومثل هذه الهيئة يجب أن تصل إلى القارات والدول كلها، وأن تستعمل الوسائل غير العسكرية كلها من أجل تجنب الأخطار الكبيرة المتربصة بإسرائيل في الوقت الحالي.