حملة الاحتجاج الاجتماعية والمطلبية لن تختفي من المشهد الإسرائيلي العام
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • يمكن القول إن تظاهرات الاحتجاج الاجتماعية التي جرت في إسرائيل مساء أمس (السبت)، والتي اشترك فيها أكثر من 400,000 شخص، كانت الأكبر في تاريخ الدولة. وتشكل هذه التظاهرات ذروة حملة الاحتجاج الاجتماعية والمطلبية التي انطلقت في 14 تموز/ يوليو الفائت عن طريق خيمة اعتصام نُصبت في جادة روتشيلد في وسط مدينة تل أبيب احتجاجًا على تفاقم أزمة السكن، وما زالت مستمرة إلى الآن.

     
  • وعلى ما يبدو، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ما زال غير مدرك بما فيه الكفاية الأسباب الحقيقية لهذه الحملة وما تنطوي عليه من دلالات، وما زال يعتقد أن خصومه السياسيين هم الذي يقفون وراء انطلاقها وتأجيجها.

     
  • وليس من المبالغة القول إن عدم إدراك الأسباب الحقيقية لحملة الاحتجاج هذه غير محصور في رئيس الحكومة فحسب، بل يتعداه إلى وزير المالية [يوفال شتاينيتس] ووزير الدفاع [إيهود باراك] ووزير الخارجية [أفيغدور ليبرمان] وزعماء جميع الأحزاب السياسية في إسرائيل. ولعل ما يثبت ذلك هو أن جميع السياسيين ما زالوا يتحدثون عن حلول مالية للمشكلات التي كانت وراء حملة الاحتجاج، مـن دون التطـرق إلى ضـرورة إحــداث تغيير فــي السياســة الاجتماعية - الاقتصادية للحكومة، والتي يطالب المحتجون بتغييرها رأساً على عقب.

     
  • وبناء على ذلك، فإن ما يجب تأكيده أكثر من أي شيء آخر هو أن حملة الاحتجاج الاجتماعية والمطلبية تتطلع إلى إحداث تغيير قيميّ أكثر من تطلعها إلى إحداث تغيير اقتصادي صرف. ولا بُد من القول أيضاً إن تغييراً قيمياً كهذا لن يحدث في ظل الكنيست الحالي والحكومة الحالية، الأمر الذي يعني أن حملة الاحتجاج الاجتماعية والمطلبية لن تختفي من المشهد الإسرائيلي العام، حتى إن جرى تفكيك خيم الاعتصام التي نُصبت منذ نحو شهرين في مدن إسرائيلية متعددة.