أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لا ترغب في أن تتدهور العلاقات الدبلوماسية بينها وبين تركيا، لكن في الوقت نفسه لا يمكنها أن تقدّم اعتذاراً رسمياً إلى الحكومة التركية عن عملية السيطرة على سفينة مرمرة التركية التي كانت متجهة إلى غزة في أيار/ مايو 2010، ذلك بأن هذه العملية تندرج في إطار الدفاع عن النفس.
وجاء تأكيد نتنياهو هذا لدى افتتاح الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، والذي جرى التداول فيه بشأن إقدام تركيا يوم الجمعة الفائت على طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة، وعلى وقف علاقات التعاون العسكري مع إسرائيل، جرّاء عدم تقديم هذه الأخيرة اعتذارًا رسميًا بالتزامن مع نشر استنتاجات تقرير اللجنة الخاصة التي أنشأها السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون لتقصي وقائع عملية السيطرة الإسرائيلية على سفينة مرمرة التركية ["لجنة بالمار"].
وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الإدارة الأميركية قلقة للغاية إزاء تفاقم الأزمة بين إسرائيل وتركيا، وأن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى بادروا أول أمس (السبت) إلى الاتصال برئيس الحكومة نتنياهو في هذا الشأن، وبلّغوه أن هذه الإدارة ستبذل مزيداً من الجهود لحل الأزمة بين الجانبين. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس للصحيفة إن المسؤولين الأميركيين يشعرون بالغضب أيضاً على ردة الفعل الهوجاء التي بدرت من تركيا في إثر رفض إسرائيل تقديم اعتذار لها.
من ناحية أخرى نشرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية أمس (الأحد) أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان سيقوم الأسبوع المقبل بزيارة لمصر تهدف إلى توقيع اتفاق تعاون استراتيجي بين الدولتين في المجالات العسكرية والتجارية والدبلوماسية. وذكر بعض وسائل الإعلام التركية أن أردوغان ربما يزور قطاع غزة بعد زيارته لمصر، غير أن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أكدت لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه في حال زار أردوغان غزة فإن ذلك سيلحق ضرراً برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا بإسرائيل، ذلك بأن هذه الزيارة "ستسفر عن تعزيز قوة حركة حماس التي تُعتبر العدو الرئيسي للسلطة الفلسطينية".