بدأ قادة حملة الاحتجاج الاجتماعية والمطلبية أمس (الأحد) تفكيك خيم الاعتصام في جادة روتشيلد في وسط مدينة تل أبيب وفي مدن إسرائيلية أخرى مؤكدين أنهم سينتقلون إلى المرحلة المقبلة من هذه الحملة التي سيتم تنسيق خطواتها أولاً بأول.
وجاءت عملية تفكيك الخيم غداة التظاهرات الكبرى التي جرت مساء أول أمس (السبت) في تل أبيب وعدة مدن إسرائيلية أخرى في مقدمها القدس وحيفا، والتي اشترك فيها أكثر من 400,000 شخص.
وتعرضت عملية تفكيك خيم الاعتصام لحملة نقد حادة من بعض المحتجين على أزمة السكن المتفاقمة، وقال أحد هؤلاء، وهو إيتسيك أمسالم، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن عددًا كبيرًا من المعتصمين في الخيـم ليس لديه مكان يأوي إليه، ولذا فإنه سيبقى فيها إلى أن تجد الحكومة له حلاً بديلاً. كما قرّر المحتجون في مدينة حيفا عدم تفكيك خيم الاعتصام إلى أن يتم توفير حل للأشخاص الذين لا يملكون بيوتًا للسكن.
من ناحية أخرى، فإن من المتوقع أن يقدّم فريق الخبراء المهنيين برئاسة البروفسور مانويل تراختنبرغ الذي عيّنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكلفه صوغ توصيات لحل مشكلات الطبقة الوسطى، استنتاجاته بعد 3 أسابيع. وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن أحد هذه الاستنتاجات سيطالب بإجراء تقليص كبير في الميزانية الأمنية الإسرائيلية بمبلغ يصل حجمه إلى 15 مليار شيكل، ويتم تقليصه على مدار 5 أعوام، وذلك لصرفه على أهداف اجتماعية، غير أن وزير المالية الإسرائيلية يوفال شتاينيتس يعارض ذلك بصرامة. ومن المعروف أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعارض تقليص ميزانيتها، بل إنها تطالب بزيادتها في ضوء قرار الحكومة القاضي بتسريع إقامة الجدار الحدودي مع مصر، وفي ظل الحاجة إلى نصب مزيد من منظومات "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ قصيرة المدى في منطقة الحدود مع قطاع غزة.
وتطرّق نتنياهو لدى افتتاح اجتماع الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) إلى تظاهرات حملة الاحتجاج الاجتماعية والمطلبية أول أمس (السبت)، فأكد أنه ملتزم خفض غلاء المعيشة ومحاربة الفجوات الاجتماعية في إسرائيل، وأنه يعلق آمالاً كبيرة على عمل فريق تراختنبرغ من أجل إحداث تغيير كبير في هذين المجالين. لكن رئيس الحكومة حرص في الوقت ذاته على تأكيد أنه لا بُد من الحفاظ على التوازن بين الحساسية الاجتماعية والمسؤولية الاقتصادية، مشدداً على أن هذا التوازن يحمي الاقتصاد الإسرائيلي من الأزمات.