إيران تستغل تمسك المجتمع الدولي بالحل الدبلوماسي في المفاوضات معها بشأن مشروعها النووي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       إن أهم درس يمكن استخلاصه من طريقة تعامل المجتمع الدولي مع إيران بشأن الموضوع النووي خلال نصف السنة الأخيرة، هو أن الضغط الذي مورس على إيران، لم يؤد ، خلافاً لتحذيرات العديد من المعلقين، إلى تصعيد الوضع أو إلى تصرف "غير عقلاني" من جانبها. وما حدث هو عكس ذلك، فعندما كانت إيران تشعر بالضغط وبإصرار المجتمع الدولي، كانت تتراجع خطوة إلى الوراء.

·       صحيح أنه حتى الآن لم تتخذ إيران قراراً بالتخلي عن مشروعها النووي، إلاّ إن تأثير العقوبات "القاسية"، التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مطلع سنة 2012، هو الذي حملها إلى طاولة المفاوضات في أواسط نيسان/أبريل الماضي. وعلى عكس الجولة الماضية من المفاوضات (التي جرت في مطلع سنة 2011)، فقد وافقت إيران في الجولة الحالية على إجراء مفاوضات مباشرة بشأن المشكلة النووية.

·       ويبدو أن المجتمع الدولي استوعب أخيراً دور الضغط كمرحلة ضرورية تسبق المفاوضات، على الرغم من أن الضغط الذي يمارسه حالياً لا يُعتبر كافياً. ففي الاجتماع الذي جرى قبل شهرين في إسطنبول بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا، كذلك في الاجتماع الذي عُقد في بغداد قبل أسابيع، جرى الاتفاق على أمر واحد هو تحديد موعد عقد الاجتماع المقبل.

·       إن نقطة ضعف المجتمع الدولي الأساسية في مفاوضاته مع إيران هي اعتماده على الحل الدبلوماسي من أجل حل الأزمة، وقد استغلت إيران نقطة الضعف هذه. فهل من المتوقع التوصل إلى نتيجة مختلفة في الاجتماع الثالث المنعقد في موسكو؟

·       لقد قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مطلع هذا الشهر إنه في المفاوضات التي ستدور في روسيا سيتضح ما إذا كانت إيران مستعدة للقيام بخطوات ملموسة وما إذا كانت ستستجيب لقلق المجتمع الدولي بشأن مشروعها النووي. بيد أن السؤال الأهم هو مدى استعداد المجتمع الدولي للقيام بالمطلوب من أجل أن يبقى في موقع قوة تجاه إيران، والجواب على ذلك يكمن في مدى التصميم الذي ستظهره هذه الدول خلال المفاوضات، بالإضافة إلى استعدادها لزيادة الضغط. فما يجري هو صراع أدمغة، وسباق على من سيستسلم أولاً.

·       تدرس إيران عن قرب ردات فعل المجتمع الدولي، وتراقب التوازن القائم بين تصميمه وبين عدم رغبته في الانتقال إلى خطوات أكثر تشدداً.

وعلى المفاوضين الدوليين أن يتذكروا أمرين من أجل تحقيق أهدافهم، هما: أولاً، هذه ليست مفاوضات قائمة على مصلحة مشتركة للطرفين من أجل التوصل إلى حل يرضي الطرفين، وإنما هي من أجل التوصل إلى دينامية ليّ ذراع إيران لأنها ترغب فعلاً في تطوير قدرة نووية عسكرية؛ ثانياً، كلما زادوا ضغطهم على إيران وأقنعوها بأن هناك مزيداً من الضغط في انتظارها، فإنهم يزيدون من احتمال نجاح المفاوضات.