· إسرائيل تدخل مرحلة وقف إطلاق النار وهي جريحة، متخاصمة وقلقة. وبحسب نوايا الطرفين فسيكون وقف إطلاق النار لبنانياً، أي بمثابة مهلة حتى الصدام القادم.
· بطبيعة الحال فإن عيوننا من الآن فصاعداً ستكون متجهة نحو الضربات التي لحقت بنا. وهي ضربات ليست قليلة: نطاق الخسائر، شلل الجبهة الداخلية، تحويل مئات آلاف الإسرائيليين إلى لاجئين. وربما الضربة الأكثر صعوبة هي الاكتشاف بأن الجيش الإسرائيلي لم يلب التوقعات. فهو لا يستصعب فقط الانتصار ضد منظمة أنصار صغيرة مثل حزب الله، بل يستصعب أيضاً تزويد جنوده بالمياه والطعام. وأزمة الثقة بين الجيش والقيادة السياسية تعيد في حدّتها إلى الأذهان حرب يوم الغفران.
· الإعلان عن وقف إطلاق النار أتاح البدء رسمياً بحروب اليهود. وستكون هذه المرة حرب الكل ضد الكل: الحكومة ضد هيئة أركان الجيش، أولمرت ضد بيرتس وبالعكس، أولمرت ضد ليفني وبالعكس، جنرال ضد جنرال، عضو كنيست ضد وزير، الحكومة الحالية ضد الحكومات السابقة.... جميع هؤلاء ينتظرون اللحظة التي يتيح لهم نصر الله فيها أن يخرجوا كل ما تراكم في جوفهم.
· عندما تحلّ مصيبة على الطرف العربي فإنه يبدأ بالكذب. هذا ما حصل حتى لسياسي ثاقب الفكر مثل نصر الله. لكن عندما يواجه الإسرائيليون مصيبة فإنهم يقولون الحقيقة. وهذا هو أحد أسرار أفضليتنا على الطرف الآخر. والحقيقة تلزم بالقول الآن إننا لم ننتصر في هذه الحرب.