الأيام الفاصلة عن اجتماع مجلس الأمن "مفترق طرق"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قتل أمس ثلاثة مدنيين و12 جندياً في الهجمات التي شنها حزب الله على مستوطنات الشمال، لكنه على الرغم من النتائج الفادحة التي أسفرت عنها يبدو أن القيادة السياسية لا تنوي تصعيد الأنشطة العسكرية.

وأمس تحدث رئيس الحكومة إيهود أولمرت مع وزير الدفاع  عمير بيرتس ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال دان حلوتس وسكرتيره العسكري، لكنه، بحسب مصادر في مكتب رئيس الحكومة، لم يُتخذ بعد أي قرار بشأن مواصلة العمليات العسكرية. والاتجاه السائد لدى المؤسسة العسكرية هو عدم اعتبار الأحداث الأليمة التي وقعت أمس في حيفا والشمال أحداثاً شاذة، بل أحداث كان من الممكن أن تقع في أية لحظة معينة منذ بداية القتال. بناءً على هذا التصور، يبدو أنه من غير المتوقع، في الوقت الحاضر، أن ترد إسرائيل على أحداث أمس بصورة استثنائية، وإنما أن تستمر بالأنشطة العسكرية المخطط له.

في هذه المرحلة سوف تنتظر إسرائيل التطورات في مجلس الأمن بعد انعقاده خلال الأيام المقبلة. وفي المقابل، تجري مناقشات بشأن احتمال عدم تطبيق وقف إطلاق النار على نطاق واسع (عدم المصادقة على مشروع قرار مجلس الأمن أو رفض حزب الله لمشروع القرار). وتنظر إسرائيل إلى الأيام القادمة على أنها مفترق طرق، وبالتالي لن تؤثر أحداث أمس على النشاط العسكري. ومن جملة أمور أخرى، ستُجمد في الوقت الحاضر الخطط التي قدمتها القيادة العسكرية بصدد قصف البنى التحتية الكهربائية بجنوب لبنان.

وصباح اليوم سيعقد أولمرت مزيداً من المشاورات الأمنية في مكتبه في القدس، وسيشترك فيها وزير الدفاع عمير بيرتس ورؤساء المؤسسة العسكرية. وفي إطار المشاورات سيجري رئيس الحكومة ورؤساء المؤسسة العسكرية تقويماً للوضع لدراسة استمرار الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في لبنان. وأمس قال مقربون من أولمرت: "نتوقع نشاطاً عسكرياً متشعباً  خلال اليومين القادمين. وحزب الله أيضاً يصعّد أنشطته قبيل انعقاد مجلس الأمن. إنهم الآن يحاولون تحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات".

وأجرى بيرتس أيضاً مشاورات مع قادة الجيش وفي مقدمتهم رئيس الأركان على أثر الضربة الأليمة التي  تكبدتها إسرائيل أمس في الشمال. ولم يُتخذ أي قرار في المشاورات، وفي هذه المرحلة لن يتقدم الجيش الإسرائيلي حتى نهر الليطاني، وإنما سيتقيد بمسافة 8 إلى 12 كم من الحدود. وقالت مصادر عسكرية:" في هذه المرحلة ليس ثمة نية للتقدم نحو الليطاني إلاّ إذا صدرت تعليمات من القيادة السياسية". وأضافت المصادر نفسها أن الجيش الإســرائيلي  يقوم في هذه المرحلة بـ "تطهير" القرى الواقعة في ذلك الشريط من عناصر حزب الله ومن الأسلحة والذخائر والتحصينات، كما يبذل نشاط  للبحث عن منصات إطلاق الصواريخ وتدميرها.

وقد جاء التصريح المفاجئ أمس من أحد الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري المقلص، الذي قال في حديث مع يديعوت أحرونوت: "لا أحد يعلم ما سيحدث. نحن  نطلق النار بلا توقف، ونعمل، وهم يواصلون إطلاق الصواريخ. هذا شيء مذهل. ليس من الواضح بعد ما يمكن عمله". ورفض مكتب أولمرت مساء أمس الادعاءات التي ذهبت إلى أن رئيس الحكومة تسرع في الإعلان عن انتصار إسرائيل في الحرب في مقابلات أجراها مع وسائل إعلام أجنبية. وقال أحد كبار موظفي المكتب:" لم نقل أننا سنحقق نصراً. قلنا أن حزب الله سيتلقى ضربة".

وقال الوزير عضو المجلس الوزاري المقلص أنه، بحسب تقديره "سيحاول رئيس الحكومة العمل للتوصل إلى اتفاق سياسي يوقف إطلاق النار. ونحن في هذه اللحظة لا نعرف فعلاً ما سيحدث، لأن كل ما جربناه لم ينفع وإطلاق النار مستمر".

 

المزيد ضمن العدد 12