يجب عدم المبالغة في شكوكنا وتصوير كل اتفاق بين إيران والغرب بأنه سيّء
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة نتنياهو والذي طالب فيه بالتفكيك الكامل للمشروع النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات، أنهى أسابيع من العمل الدبلوماسي الإسرائيلي المكثف رداً على معاودة المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن مشروعها النووي. وخلال هذه الفترة أعرب عدد من المسؤولين الإسرائيليين عن خشيتهم من أن يؤدي السعي إلى تفادي حدوث مواجهة مع إيران، إلى اتفاق مع الرئيس روحاني على حساب دولة إسرائيل.
  • إن التخوف من "صفقة سيئة" أمر مشروع، لكن الرسائل الإسرائيلية لم تشتمل على توضيحات مهمة بشأن كيفية المحافظة على مصالح الدولة من دون أن نبدو كطرف يعارض الحل الدبلوماسي.
  • إن الاتفاق مع إيران ضروري فقط إذا كان يقترح بديلاً أفضل من الخيارين المطروحين حالياً: إما مهاجمة إيران، أو القبول بها دولة نووية.
  • يشكل "الحل الدبلوماسي" العنوان العريض لأربعة أنواع من الاتفاقات الممكنة بين إيران والغرب. النوع الأول هو الذي يمكن أن يتضمن تعهدات إيرانية بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بصورة كاملة مقابل رفع العقوبات الدولية والتزود من الخارج بالطاقة النووية. ومثل هذا الاتفاق يلائم مطالب رئيس الحكومة. أما النوع الثاني فهو الذي يسمح بتخفيف العقوبات المفروضة على طهران مقابل تفكيك جزئي للمشروع النووي. ومثل هذا الاتفاق يضع قيوداً على تخصيب اليورانيوم بنسبة عسكرية، لكنه لن يمنع إيران من تقليص المدة الزمنية لإنتاج القنبلة من خلال زيادة مخزون مراكز الطرد وتشغيل مفاعل أراك الذي يمكن استخدامه في انتاج قنبلة بلوتونيوم. إن مثل هذا الاتفاق سيئ بالنسبة لإسرائيل لأنه يسمح لإيران بصنع قنبلة نووية حينما تشاء، تحت غطاء الاتفاق مع المجتمع الدولي.
  • الاتفاق الثالث هو تسوية لا تهمل معالجة عناصر أساسية في المشروع النووي العسكري الإيراني، تستطيع إيران من خلاله المحافظة على حقها في تخصيب اليورانيوم بنسبة منخفضة مع قيود واضحة على مخزون مراكز الطرد، وعلى المادة المخصبة تحت رقابة صارمة من جانب مراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية. وهذا الاتفاق يضمن عدم تشغيل مفاعل أراك، لكنه لا يستجيب لمطالب رئيس الحكومة في التفكيك الكامل للمشروع النووي، وسيؤدي إلى نشوء وضع من الصعب جداً فيه على إيران تطوير قنبلة نووية من دون أن يُعرف بالأمر مسبقاً ومن دون أن يتمكن الغرب من وقفها. ويشكل هذا الاتفاق بديلاً أفضل من خياري: قنبلة نووية إيرانية، أو الهجوم على إيران.
  • النوع الرابع خطة تقوم على خطوات جزئية متبادلة تهدف إلى بناء الثقة بين الجانبين. ومن الصعب رؤية كيف يمكن لمثل هذا الاتفاق أن يجبر إيران على وقف توسيع برنامجها النووي والموافقة على مراقبة تطبيق الاتفاق. لذا، فإن هكذا اتفاق سيلغي الحاجة الأميركية للاختيار بين قصف إيران أو القنبلة الإيرانية، لكنه سيسمح لطهران بتأسيس برنامجها النووي وتقصير المدة الزمنية المطلوبة من أجل صنع قنبلة نووية بعد اتخاذ هكذا قرار.
  • ونظراً إلى أنه من بين الاتفاقات المطروحة هناك نوعان فقط يشكلان حلولاً أفضل من الخيارات الإسرائيلية الموجودة اليوم، فلا يمكن القول بأن كل حل دبلوماسي جيد.
  • لكن على الرغم من ذلك، فإن وجود اتفاقات مقترحة تشكل بديلاً معقولاً أكثر من البدائل الإسرائيلية المطروحة، يشير إلى ضرورة الامتناع عن الشكوك المبالغ فيها التي تصور كل اتفاق بين إيران والغرب على أنه اتفاق سيئ.