تخفيف العقوبات عن إيران سيؤدي إلى حصولها على القنبلة النووية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • في الأعوام الأخيرة شغلت إسرائيل مسألة مهمة هي الوقت المتبقي لإنجاز القنبلة النووية الإيرانية. وفي الواقع، فإن السباق مع الزمن أمر مشترك بين إسرائيل وإيران معاً. فالموارد الاقتصادية لإيران ليست غير محدودةوهي تدفع ثمناً باهظاً مقابل طموحاتها الإقليمية. وإذا لم تخفف الولايات المتحدة من العقوبات المفروضة على إيران، فستضطر الجمهورية الإسلامية إلى التنازل التدريجي عن مكاسبها الاستراتيجية.
  • لقد وافق الرئيس السوري بشار الأسد على حل موضوع السلاح الكيميائي، ويخاطب الرئيس الإيراني حسن روحاني الغرب بلهجة تصالحية، وبدأ حزب الله في إخلاء حواجزه ونقلها إلى سيطرة الجيش اللبناني، فما هي دلالة جميع هذه اللفتات؟ لا يمكن لأحد أن يفكر جدياً في أن العالم الشيعي والنظام العلوي قررا تغيير سياستهما من الحرب إلى المفاوضات، ومن العدائية إلى المصالحة. فالأسد يواصل تدمير المدن السورية، والمرشد الروحي الأعلى لإيران علي خامنئي يواصل برنامجه النووي، ولا ينوي حزب الله التخفيف من سيطرته على لبنان. وفي الواقع، فإن التغييرات الخارجية في الشرق الأوسط مرتبطة كلها بهذا الثقب الأسود الذي يبتلع المدنيين والمقاتلين والغذاء وكثيراً من المال، والذي هو الحرب السورية.
  • تحاول إيران تضليل العالم مستخدمة الأسلوب عينه الذي استخدمته الجيوش العربية في حرب يوم الغفران: هجوم وتراجع. وقد عرفت إيران رؤساء جمهورية مختلفين: من الرئيس محمد خاتمي "المعتدل" (1997-2005)، مروراً بمحمود أحمدي نجاد المتشدد (2005-2013)، وصولاً إلى روحاني الزعيم المعتدل. بيد أن القاسم المشترك بين هؤلاء الرؤساء كلهم هو المحافظة على العلاقة مع سورية والدفع قدماً بالمشروع النووي.
  • ما يمكن قوله إن تعيين روحاني "المعتدل" لم يكن مصادفة، فهو يخدم النظام في تحقيق أهداف داخلية وخارجية. فعلى الصعيد الداخلي يهدف روحاني إلى منح الإيرانيين أملاً خادعاً بالليبرالية، وإلى الحؤول دون الاحتجاج الشعبي على الوضع الاقتصادي المتدهور. أما على صعيد الخارج، فتوليه الرئاسة يهدف إلى التخفيف من العقوبات الاقتصادية التي تخنق الاقتصاد الإيراني أكثر فأكثر.
  • يتطلب المشروع النووي الإيراني سنوات طويلة وميزانيات ضخمة بسبب طابعه الخاص. والهدف من التوزيع المكلف للمفاعلات النووية في جميع أنحاء إيران هو الحؤول دون تكرار القصف الإسرائيلي لمفاعل العراق سنة 1981 ومفاعل سورية في 2007. والكذب واضح في ادعاء إيران أن أهداف مفاعلاتها سلمية، فهي الدولة الثانية في الشرق الأوسط في تصدير النفط والخامسة عالمياً، وهي ليست بحاجة إلى طاقة نووية.
  • فلماذا هذا الاستعجال في السعي إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية الآن؟ الجواب يكمن في الأزمة السورية التي يدفع النظام الإيراني ثمناً باهظاً لها يوازي ثمن بناء مفاعلاته النووية.