كيف يمكن التعايش مع دولة مجاورة نووية: تجربة سيول مع كوريا الشمالية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

(من سيول، كوريا الجنوبية)

·       في رأي العدد الأكبر من الخبراء والسياسيين في سيول أن امتلاك نظام بيونغ يانغ السلاح النووي يشكل مشكلة استراتيجية خطيرة، لكنهم من جهة أخرى يُجمعون على أن القيام بهجوم عسكري على المنشآت النووية في كوريا الشمالية ليس هو الحل. وجميع الذين قابلتهم في سيول من دون استثناء اقترحوا أن تستبعد إسرائيل الخيار العسكري ضد إيران من جدول أعمالها، ومن جدول الأعمال الدولي.

·       في الواقع تمثل كوريا الشمالية نموذجاً لفشل سياسة الغرب فيما يتعلق بمنع انتشار الأسلحةالنووية. وفي نظر كوريا الجنوبية فإن محمود أحمدي نجاد بالمقارنة بكيم جونغ إيل [مؤسس كوريا الشمالية] يعبتر رجلاً عاقلاً ومتزناً. ومع ذلك فقد استطاعت كوريا الشمالية، الدولة الأكثر انغلاقاً والأكثر تشدداً، الاحتيال على المجتمع الدولي واستغلت الأعوام الطويلة من الجهود الدبلوماسية العقيمة، كي تتحول إلى قوة نووية. وقد منح السلاح النووي كوريا الشمالية تفوقاً استراتيجياً على جارتها الجنوبية، وفرض على هذه الأخيرة العيش في ظل التهديد الدائم وعدم التوازن في مواجهة الخصم.

·       رغم ذلك أضحت شبه الجزيرة الآسيوية نموذجاً للنمو والازدهار الاقتصادي الذي يثير الحسد، وجرى هذا كله في ظل العيش تحت التهديد النووي. لقد تحولت كوريا الجنوبية إلى قوة صناعية على الرغم من عدم وجود توازن للرعب بينها وبين كوريا الشمالية، مثل التوازن الذي كان قائماً إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، ومن دون وجود ردع نووي، مثل القائم حالياً بين إسرائيل وجيرانها (وفقاً للمصادر الأجنبية). وتستند ثقة سيول بنفسها إلى فرضية أنه حتى لو كان نظام كوريا الشمالية نظاماً غير عقلاني تماماً، فإنه لن يسارع إلى التحرش بها وهي التي تحظى بحماية أقوى دولة في العالم. ففي كوريا الجنوبية هناك أكثر من 20 ألف جندي أميركي.

·       لكن على الرغم من كون إيران مركزاً لاهتمام الأميركيين، فإن كوريا الجنوبية لم تسارع إلى قطع علاقاتها الوثيقة مع نظام آيات الله في إيران، فهي تشتري من إيران نحو 9 بالمئة من استهلاكها للنفط ( وتشعر حالياً بالغضب إزاء الدول الأوربية لأنها تمنع الشركات من التأمين على ناقلات النفط الايرانية)، وهي تبيع إيران منتوجات وتساهم في إنشاء بنية تحتية في إيران تبلغ كلفتها عشرات المليارات من الدولارات سنوياً. وتعتمد العديد من  الشركات الكورية ومن العمال الكوريين على هذه العلاقات.

·       في رأي الخبير يون سونغ - هون في سيول أن كوريا الشمالية لن تتنازل عن سلاحها النووي. وهو يقترح على إسرائيل، بعد التجربة المرة التي مرت بها كوريا الجنوبية، ألا تعلق آمالاً كبيرة على الحوار مع إيران، ولا على العقوبات القاسية كوسائل لاقناع إيران بالتنازل عن مشروعها النووي. لكنه على الرغم من هذا كله فهو ينصحها بأن تبذل كل ما في وسعها لمنع القيام بهجوم عسكري على إيران.  

 

المزيد ضمن العدد 1456