حان الوقت كي يكون بني غانتس منقذاً وطنياً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • جو بايدن مطّلع على السياسية الإسرائيلية وخبير بها منذ وقت طويل. وتحذيره القاسي لبنيامين نتنياهو من الخطر الذي يتهدد مستقبل إسرائيل وعلاقاتها مع الولايات المتحدة يمكن تلخيصه كطلب لتغيير الائتلاف الحكومي: بيبي اُطرد سموتريتش وبن غفير ومساعديهما وأَدخل مكانهما بني غانتس. ليست هناك طريقة أُخرى للاستجابة لقائمة المطالب التي وضعها الرئيس الأميركي لرئيس الحكومة.
  • في المحادثة الهاتفية التي أجراها بايدن يوم الاثنين هذا الأسبوع، والتي لحقتها محادثات مع الرئيس يتسحاق هرتسوغ، بالإضافة إلى المقال الذي كتبه الصحافي توماس فريدمان، قُدمت إلى إسرائيل قائمة مطالب مفصلة تتعلق بتغيير سلوكها إزاء الداخل والخارج: وقف قرارات تشريعات الانقلاب القضائي إلى حين التوصل إلى أكبر قدر من "الإجماع"، وتجميد البناء في المستوطنات، وتعزيز السلطة الفلسطينية ومنع المذابح، وتنسيق العمليات العسكرية إزاء إيران، واشتراط الدفع قُدماً بالتطبيع مع السعودية و"دول من خارج المنطقة" (إندونيسيا وماليزيا) بأفعال تقوم بها إسرائيل.
  • لا يمكن الاستجابة لأي بند من بنود هذه القائمة مع ائتلاف نتنياهو الحالي. الأميركيون يقاطعون وزراء اليمين المتطرف في الحكومة، كما تفعل إسرائيل مع السياسيين من النازيين الجدد في أوروبا. بالإضافة إلى الموقف الأخلاقي للإدارة الأميركية المعادي للعنصرية، توجد أيضاً مصالحها: سموتريتش وبن غفير لن يسمحا لنتيناهو بوقف الانقلاب، وتجميد الاستيطان، ووقف المجازر، ومساعدة السلطة الفلسطينية. وسيحاولان إسقاطه إذا حاول، عدا أكاذيبه المعتادة، التوجه أحياناً إلى اليسار ("تعهدت بتجميد الاستيطان"، و"تخفيف تشريع ذريعة المعقولية") وأحياناً إلى اليمين ("الاستيطان سيستمر بوتيرة عالية" و"لن يحدث تغيير في التشريعات") مع فارق دقائق معدودة.
  • في بند التدريبات العسكرية المشتركة وجهت رسالة لا تقل حدة. لقد جرى بناء سلاح الجو الإسرائيلي خلال عشرات السنوات الأخيرة باستثمارات مالية هائلة وتكنولوجيا وأساليب تدريبات أميركية. وقوة سلاح الجو هي ركيزة مهمة في منظومة الدفاع الغربي في الشرق الأوسط. إن استعداد نتنياهو لتفكيك هذا السلاح ("نستطيع أن نتدبر أمورنا من دون بضعة أسراب"، "تباً للرافضين") من أجل الانقلاب، يشكّل خطراً أيضاً على مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية.
  • الشخص الوحيد القادر على وقف القطار المدمر الذي يقوده نتنياهو قبل أن يدمر الدولة هو غانتس. في الأشهر الأخيرة وضع غانتس نفسه في موقع الوسط. انتقد بحدة نتنياهو والانقلاب - والدليل خطابه في الأمس - لكنه أيضاً يعارض رفض الخدمة. استطلاعات الرأي العام دللته ومنحته تأييد عديدين من حزب الليكود الذين انشقوا عن قاعدة نتنياهو، لكنه بقي على مسافة من قائدة الاحتجاج شيكما برسلر. في الأمس حذّر غانتس من خطر التدمير، ودعا كبايدن إلى بلورة تشريع يحظى بإجماع واسع.
  • حان الوقت الذي يقدم فيه غانتس نفسه كمنقذ وطني يمنع تدمير الجيش والاقتصاد ثانية قبل اندلاع حرب أهلية. هو يدرك أن نتنياهو رجل مخادع ميؤوس منه، لكن حكومة فيها غانتس وأيزنكوت وساعر ومن دون دعاة محو حواره، يمكنها أن تلجم الانقلاب. لن تعود إسرائيل إلى صورتها المثالية في الأناشيد العسكرية التي يحبها غانتس، لكن النزيف سيتوقف.

حالياً دفع بايدن بالمعضلة بكل حدتها إلى باب نتنياهو. والآن يبدي نتنياهو تشدداً، ربما يأمل أن يصمد هو وشركاؤه الحاليون حتى عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض، وفي هذه الأثناء، ينهي الانقلاب القضائي على الرغم من انتقادات واشنطن. ربما هو يقدّر أن أميركا ستتعود على ديكتاتورية إسرائيلية كما فعلت سابقاً عندما أيدت بيونشيه وموبوتو. الآن حان وقت الحسم: التمسك بالشراكة مع الفاشيين الإسرائيليين والتخلي عن سلاح الجو وأميركا، أو طلب حزام النجاة من غانتس.

 

المزيد ضمن العدد