يجب علينا مواصلة القتال
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأولئك الذين يطالبون بوقف القتال الآن والانسحاب من غزة، لديهم مشكلة مشتركة: ليس لديهم خطة لـ"اليوم التالي للحرب". وقف الحرب بسبب الكارثة الكبيرة في المغازي، هو أشبه بكارثة أكبر، ستفتح الطريق أمام 7 أكتوبر جديد. الحرب ستُستأنف، وفي الجولة المقبلة، سنجد أنفسنا أمام جبهتين في آن معاً، في ضوء ما يراه حزب الله مؤشراً إلى ضعف إسرائيلي واضح.
  • وقفُ الحرب في قطاع غزة الآن، لن يؤدي إلى أي نتيجة إيجابية، بل سيُلحق ضرراً بالردع لا يمكن إصلاحه، وسيفتح المجال أمام أعمال خطف جديدة ورهائن، وسيثير الشهية لإيذاء الإسرائيليين بسبب ما يُفسّر بأنه ضعف واضح. علاوةً على ذلك، وعلى الرغم من آمال كثيرين بوقف القتال والانسحاب من غزة، فإن هذا لن يؤدي قط إلى إطلاق المخطوفات والمخطوفين. تعلم "حماس"، وتدرك أن المخطوفين هم الرصيد رقم واحد لديها، وبناءً على ذلك، لديها مصلحة واضحة في المماطلة على مدى سنوات في المفاوضات بشأن صفقة، ما دام لا يمارَس ضغط عسكري عليها.
  • الحرب في غزة يجب أن تستمر، وبعد أن تنهي قوات الجيش الإسرائيلي عملياتها في منطقة خانيونس، فإنها ستضطر إلى العمل في منطقة رفح، من أجل التأكد من توجيه ضربة واسعة النطاق إلى الذراع العسكرية لـ"حماس"، التي تضررت قدراتها حالياً بصورة كبيرة.
  • صحيح أنه تُطلق صواريخ من غزة، من وقت إلى آخر، وصحيح أيضاً أن مُطلقي الآر بي جي قادرون على التسبب بوقوع عدد كبير من الإصابات في الجانب الإسرائيلي، لكن يجب أن نعترف أيضاً بحقيقة أن قدرات "حماس" تتراجع. بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، قُتل نحو 9000 مقاتل من "حماس" في الحرب حتى الآن. ويمكن التقدير، بحذر، أن عدداً مشابهاً من "المخربين" أصيب بجروح، أي أنه جرى تحييد نحو ثلثي القوة المقاتلة لدى "حماس". صحيح أنه لا يزال لدى "حماس" 10.000 "مخرب"، لكن هناك انخفاضاً واضحاً في القوة العسكرية للحركة.
  • لا يمكننا سوى الاستمرار في هذا الجهد، في ضوء واجبنا إزاء المخطوفين، ولأن هذه الخطوة هي الوحيدة القادرة على تسريع المفاوضات لإطلاقهم، ولكي تخلق الدولة شعوراً بالأمان لدى سكان "غلاف غزة"، وتعيدهم إلى منازلهم؛ وفي ضوء احتمالات أن نخوض حرباً في الشمال في مواجهة حزب الله، ونريد في هذه الأثناء أن تكون جبهة الجنوب محيّدة؛ ومن أجل الحاجة إلى خلق ردع في مواجهة حزب الله، الأمر الذي سيجنّبنا خوض حرب جديدة. من أجل هذا كله، علينا مواصلة الحرب ضد "حماس" في القطاع.
  • في الأيام الأخيرة، كثيرون في إسرائيل سلّموا بالهزيمة. هم يقولون إنه لا توجد إنجازات، وهذا يؤكد الحاجة إلى وقف القتال. هناك مَن يقترح الموافقة على عودة "حماس" الى الحكم في غزة، كأن 7 أكتوبر لم يحدث، وكأننا لم نفهم العدو الذي نواجهه. كلا، ممنوع على دولة إسرائيل الموافقة على عودة "حماس" إلى الحكم في غزة بأي طريقة من الطرق.
  • ونصل الآن إلى نقطة إشكالية جداً، يُطلق عليها مسألة "اليوم التالي للحرب". يتصرف نتنياهو بطريقة غير مسؤولة، وعندما يتجاهل إجراء نقاش عميق في هذه المسألة، فإنه يُلحق الأذى بأمن الدولة ومستقبلها. وفي الوقت الذي يطرق وفد أمني إسرائيلي أبواب واشنطن، طلباً لمساعدة عسكرية، يرفض رئيس الحكومة أن يقول إنه مستعد للتفكير في قيام حُكم في غزة، تكون السلطة الفلسطينية المتجددة جزءاً منه.  قول مثل هذا الكلام يمكن أن يمنح إسرائيل وقتاً أطول من أجل العملية في القطاع، لكن نتنياهو يتخوف من ردة فعل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وعملياً، يجعلنا نغرق في الوحل الغزّي من دون خطة خروج.
  • من أجل إنهاء هذه الحرب اللعينة بإنجاز جزئي على الأقل، لأنه لا يمكن الحديث عن انتصار بعد السابع من أكتوبر، فإن دولة إسرائيل بحاجة ماسة إلى خطة "لليوم التالي للحرب".
 

المزيد ضمن العدد