غالانت أعلن استقلاله. الآن عليه إثبات ذلك
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • منذ إقامتها، تتخبط دولة إسرائيل في قضية المساواة في تحمُّل العبء [الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي]. اعترف دافيد بن غوريون بالحاجة إلى إعفاء 400 من أبناء المدارس الدينية من الخدمة العسكرية. الـ400 باتوا 800، ثم جاء مناحم بيغن واخترق السد. لم يضغط عليه أحد، وعمل بدافع إيماني عميق، وخلق مشكلة كبيرة جداً. حكومات إسرائيل، جميعها، مسؤولة عن إطالة أمد الإخفاق الذي خلق حالة ظلم تعمقت مع الزمن. أكثر من 7 عقود، ولم تظهر في حكومة إسرائيل قيادة تتعامل بشجاعة مع هذا الإخفاق. التعلق بالحريديم الذين كانوا دائماً "بيضة القبان" من أجل إقامة الائتلافات، حوّل إسرائيل إلى دولة أقل ديمقراطية، وإلى ديمقراطية الأقلية. هذا لم يحدث فقط في مجال التجنيد، بل في كل مجال توجد فيه خلافات نسبية تتعلق بقضايا الدين والدولة والتعليم.
  • هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، أدخل إسرائيل في حالة طوارئ. العبء ثقيل جداً. ما كان قائماً لا يمكن أن يستمر. زيادة العبء على الجنود النظاميين يزيد في وطأة الأزمة. مرة أُخرى، الحكومة الحالية تزيد الحمل على الأشخاص أنفسهم الذين يحملون الدولة على أكتافهم. المرة تلو الأُخرى، وتوزع أكثرية الموارد على المتهربين من الخدمة. ببساطة، لقد سئمنا، هذا لا يمكن أن يستمر. هذا ما حدث في الحكومات السابقة. وازداد في ولاية الحكومة الحالية بشكل أكبر كثيراً.
  • خطاب وزير الدفاع يوآف غالانت أمس، كان خطاب "لقد طفح الكيل". لأن الوقت حان. إسرائيل ليست أمام خطر انهيار، لكنها تزحف نحو الانهيار، ويجب وقف هذا الزحف قبل فوات الأوان، في يوم من الأيام. في نظر الحريديم، كما صرّح الوزير يتسحاق غولدكنوف قبل أسابيع، كل شيء جميل. الحكومة لا علاقة لها بالحرب. أمّا المساواة في تحمُّل العبء؟ على الهامش، كان هناك حريديم تجندوا بشكل طوعي للخدمة المدنية، وبعضهم أيضاً للخدمة العسكرية. إلا إن غولدكنوف والأصدقاء في الائتلاف والقيادة الحريدية يتجاهلوننا جميعاً. إنهم يعيشون في فقاعة، فالآخرون يعملون، ويدفعون الضرائب، ويقاتلون في الجبهة، ويسقطون أيضاً. وللحريديم، يدفعون.
  • خطاب الأمس كان بمثابة إعلان استقلال غالانت السياسي. كان عبارة عن مواجهة مع نتنياهو والأحزاب الحريدية. غالانت هو المبادِر والقائد. وإذا حدث أي تغيير - فسيكون مسجلاً باسمه، لكنه ليس وحيداً. لقد مرّر غالانت الكرة إلى ملعب بني غانتس وغادي أيزنكوت. لم يؤثرا كثيراً في "الكابينيت" الحالي، لكن، مَن يعلم؟ قد يكون بقاؤهما فيه في هذه اللحظة، هو ما حولّهما الآن إلى "بيضة القبان". وإلى جانب غالانت، يمكنهما التغيير. الحديث لا يدور فقط حول قضية التجنيد، فالطريق التي اختارها غالانت ستؤدي إلى أزمة سياسية، ومن الممكن أيضاً إلى تفكيك الائتلاف والذهاب إلى انتخابات.
  • لا حاجة إلى القلق، لن يقيلوا غالانت، لأنه يمثل في هذه القضية أغلبية الجمهور. ونتنياهو يعلم بأنه سيحصل على ليلة أخرى تضامنية مع غالانت، ومضاعفة. إذا التزم غالانت بوعده - فإن ما جرى يمكن أن يشكل نقطة تحوُّل. والمخطط الجديد، الأكثر عدلاً، يجب أن يشمل المواطنين العرب في إسرائيل، لمصلحتهم أيضاً. غالانت أخذ على عاتقه مهمة تاريخية، وعلينا أن نأمل بأن يكون قوياً بصورة كافية، من أجل الوفاء بها.
 

المزيد ضمن العدد